عيد الختان المجيد
في السادس من طوبة، تحتفل الكنيسة بتَذكار ختان السيد المسيح له المجد؛ وذلك أن الله كان قد رسم شريعة الختان علامة يتميز بها شعبه عن الشعوب الأخرى: وهي أن يُختتن كل ذكر من نسل إبراهيم في ثامن يوم من ميلاده. وقد وضع الرب كل نفس لا تحفظ هذا العهد تحت القصاص؛ ومن ثم إذ كان سيدنا يسوع المسيح مولودًا من نسل إبراهيم بالجسد، فقد أراد هو أيضا أن يُختتن في ثامن يوم من ميلاده ليكمل الناموس
، وليعتقنا من ثقل هذه الوصية كما يقول لسان العطر معلمنا بولس الرسول: "إِنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ ٱلْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ ٱللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ ٱلْآبَاءِ." (رو 15: 8)، ثم أعطانا علامة العهد الجديد بالمعمودية كما قال معلمنا بولس الرسول: "وَبِهِ أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا ٱلْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ ٱلْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، ٱلَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ ٱللهِ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي ٱلْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ ٱلْخَطَايَا ..." (كولوسي 2: 11-13)؛ لهذا يريد منا أن نحفظ الختان الروحي: أي ختان القلب؛ لنحيا له في الرب والقداسة؛ لأنه "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنَ ٱلْمَاءِ وَٱلرُّوحِ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ." (يوحنا 3: 5).
لربنا المجد الدائم إلى الأبد. آمين.