رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص تادرس يعقوب ملطي
خبَّأ كنوزه فيكِ، لكي نَغْتَنِي نحن بفقره؟ بيت الربِّ خزينة كنوزه الفائقة * كلما أَتطلَّع إليكِ يا أمي، أذكر أبيكِ داود. ذاق أبوكِ الحضرة الإلهية، واختبر السُكنَى في بيت الربِّ. كان مُنكسِر القلب، لأنه بنى قصرًا لنفسه، أما تابوت العهد مُمَثِّل الحضرة الإلهية فكان في خيمةٍ. اشتهى أن يبني له بيتًا يستقر فيه التابوت. اعترف أبوكِ: كان في قلبي أن أبني بيت لاستقرار تابوت عهد الربّ ولموطئ قدمي إلهنا، وقد هيأتُ للبناء. "ولكن الله قال لي لا تبني بيتًا لاسمي، لأنك أنت رجل حروب، وقد سفكت دمًا" (١ أي ٢٨: ٣). حَوَّل الربُّ حزنه إلى تهليلٍ، إذ وعده أن يقوم ابنه بهذا العمل. وأعلن له عن مثال البيت ووهبه فهمًا. "قد أفهمني الربُّ كل ذلك بالكتابة بيده عليَّ، أي كل أشغال المثال" (١ أي ٢٨: 6، ١٩). تَمَّم ابنه سليمان العمل، لكن ما كان يمكنه وهو الحكيم، ولا الكهنة الذين يخدمون الله أن يُدرِكوا كنوزه الخفية. فعند تدشينه "لما خرج الكهنة من القدس أن السحاب ملأ بيت الربّ. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب، لأن مجد الربّ ملأ البيت (١ مل ٨: ١٠-١١). لم يستطع الكهنة المختارون أن يقفوا للخدمة بسبب مجد الربِّ * هذا البيت غير العقلي رأى داود مثاله، وقام سليمان ببنائه، ماذا نقول عنكِ أيتها الهيكل الناطق، ولستِ من صُنْعِ البشر، لأن الرب نفسه خالقكِ، ولا يملأكِ بمجد الربِّ فحسب، بل أنتِ مَخْزَن كنوز الرب المُتجسِّد منكِ. من يقدر أن يفحص هذا السرّ؟ طوباكِ أيتها الهيكل غير المنهدم * ندعوكِ "الهيكل غير المنهدم[1]". أنتِ "أرفع من الشاروبيم، وأجلّ من السيرافيم، لأنكِ صرتِ هيكلًا للواحد من الثالوث[2]". "هوذا الطغمات السمائية والصفوف الملائكية، يُسَبِّحونك روحيًا أيتها الهيكل الناطق[3]". لم يُعِدكِ داود، ولا خلقكِ سليمان، إنما وقف كل الأنبياء مع الطغمات السماوية يشهدون لتجسد ابنكِ فيكِ، صرتِ هيكلًا له، معملًا للثالوث القدوس! موكب الأنبياء والأبرار مشغولون بالكنز المخفي المتجسد منكِ. يحرص المؤمنون أن يتمتَّعوا بكنوز الثالوث القدوس العامل فيكِ! يطلبون من الله أن يكشف سرّ الحكمة الأزلية، المكتوم منذ الدهور عن الرؤساء والسلاطين في السماويات، وعرفوه بواسطة الكنيسة (أف ٣: ٩-١٠). لحن "سبع مرات كل يوم، شاشف انسوب" لتطويب القديسة مريم * تُقَدِّم الكنيسة هذه القطعة الثامنة من ثيؤطوكية يوم الأحد، لتكشف عن تمتُّع الأتقياء والأنبياء بما نلتيه بكونكِ تحملين المُخَلِّص المتجسد منكِ. في هذا التطويب المُقدَّم لكِ، يُقَدِّم كل تقي ما تمتَّع به من ابنكِ. السلام لكِ يا مريم، أم عمانوئيل، سرّ تطويبكِ هو عمانوئيل. السلام لكِ يا مريم، خلاص أبينا آدم، الذي تحقَّق بالمولود منكِ. تهليل حواء، لأن ما عقدته حواء الأولى حلتيه بسماعك للقدوس. فرح هابيل البار، إذ أدرك أن ذبيحته المقبولة رمز لابنكِ الكاهن والذبيح. خلاص نوح، فما حققه فُلكه، هو رمز لكنيسة المسيح. نعمة إبراهيم، إذ أدرك أن إبراهيم صار بركة لأمم كثيرة، ومن نسله جاء من يفتح أبواب السماء للأمم. كرامة صموئيل.. ابنة الملك داود، إذ مُسِح داود الملك وجاء ابنكِ ملك الملوك من نسله. صديقة سليمان، إذ ارتبط قلبه ببيت الربِّ مخزن الكنوز، كرمزٍ لكِ إذ تجسد منكِ الكنز الحقيقي. خلاص إشعياء، الذي تغنَّى بكِ، لأنكِ ولدتِ عمانوئيل. علم حزقيال، إذ فيكِ تحقَّقت رؤياه عن الهيكل الجديد (حز ٤٠-٤٨). قوة إيليا، إذ رأى فيكِ الملكة السماوية، يحمل ابنكِ ملك الملوك المؤمنين ويرفع قلوبهم إلى السماء، بنعمته وليس بمركبة نارية. تُختَم هذه القطعة هكذا: "السلام لمريم التي شهد لها جميع الأنبياء وقالوا: "هوذا الله الكلمة الذي تجسد منكِ بوحدانية لا يُنطَق بها". طوباكِ، تحملين في داخلك كنز المسيح بإخلائه لذاته مع سماته الفائقة وقدراته وعطاياه. صرتِ أيقونة رائعة، جمعتِ بين تواضعه وأعماله لبنيان محبوبيه! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا لجواهر التسبيح لله، فقد احضرها من كنوزه الداخلية |
لقد افتقر لأجلنا لكي يغنينا بفقره |
50 صورة من داخل المتحف القبطي تكشف عن أهم كنوزه |
من ذا الذي شعر بفقره |
نستغني نحن بفقره |