![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص تادرس يعقوب ملطي
أخذ منكِ جسدًا، لننعم بجسده، ونصير عجبًا! ![]() تهللتِ قائلة: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 1: 48) * تهللتِ، لأن في تطويبك تمجيد لعمل الثالوث القدوس فيكِ وفينا! دُعِي الابن "عجيبًا" (إش 9: 6)، وصرتِ بالتجسد عجيبة في كل جوانب حياتك. بل وصار الشعب المؤمن أيضًا عجيبًا. عجيب هو ابنكِ في ميلاده! * لم نسمع قط عن عذراء تصير أمًا، وتبقى مع الأمومة بتولًا. لكن ابنكِ لم يفتح البابَ عندما دخل إلى عالمنا (حز 44: 2). جاء ميلاده فائقًا للطبيعة، إذ تمَّ من بتول، فلا يُمكِن لحكيمٍ أن يتجاسر ويفحص سرَّه هذا. في عجبٍ تحيَّر النبي في هذا الميلاد، وقال: "من يصف جيله؟!" (إش 53: 8).\ بميلاده خرج منكِ وصان بتوليتكِ، وبعجبٍ دخل الجحيم، مُحَطِّمًا أبوابه ومتاريسه، كما قام من القبر وهو مُغلَق (مت 28: 2)، والتقى بالتلاميذ وأبواب العلية مُغَلَّقة (يو 20: 19). لتدخل أيها المُتجسِّد في قلبي وفكري وكل أحاسيسي وعواطفي، والأبواب مُغَلَّقة، فبدخولكَ تجعل إنساني الداخلي بتولًا مقدسة. كل عذراءٍ تفقد بتوليتها بزواجها. أما أنتَ فبدخولك كعريسٍ لنفسي تصنع بي عجبًا، إذ أصير في عينيك بتولًا! يا للعجب، فإنك تُقِيم حتى من الخطاة والعشارين والزناة بتوليين! أين أنت أيها العجيب؟! * يا للعجب! توجد بكاملك في بطن البتول بلا نقصان، وفي حضن الآب بلا تجزئة! تجسَّدتَ في أحشاء البتول ولم تُفارِق قلبها. هوذا إنساني الداخلي بين يديك، لتُقِم ملكوتك فيَّ كوعدك (لو 17: 21). وعدتني وقلت: "إن أَحَبّني أحد يحفظ كلامي، ويُحِبّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). جعلتَ أُمَّك هيكلًا لك، وأرسلت روحك القدوس يُقِيمنا هيكلًا عجيبًا. يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟!" (١ كو ٣: ١٦). يا لعملك العجيب، تُحوِّل جسدي الترابي إلى شبه مركبة سماوية، لا تستطيع قوات الظلمة أن تعوقها عن الانطلاق، ولا الموت أن يتحدَّاها! أمومة عجيبة فريدة! * مَنْ مِن كل نساء العالم نالت أمومة عجيبة وفريدة كأمومتكِ؟! صرتِ أمًا لخالق المسكونة الذي لا يُحَد! أمومتكِ أدهشت السمائيين وكل الأتقياء. كيف حملتِ على ذراعيكِ، حامل العالمين بقدرته! كيف أرضعتِ ذاك الذي يهب الأمهات لبنًا في صدورهن؟! صرتِ أمًا للقديس يوحنا الحبيب، مع أنك لم تنجبيه، إنما لأنه التصق بابنكِ حتى الصليب. صرتِ أمًا للمؤمنين، تطلبين في الفردوس عن البشرية ليذوقوا عذوبة خلاص ابنكِ. حقًا من يجحد العالم ويرافق المصلوب ينال مع يوحنا الحبيب مئة ضعف عما تركه، إذ يتمتَّع بأمومتكِ يا أم مُخَلِّص العالم! لم يجحد أمومتكِ! * وقفتِ خارجًا مع أقربائك تطلبون أن تروا يسوع (لو ٨: ٢٠). قال للواقفين حوله: "أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لو ٨: ٢١). إنه لم يجحد أمومتكِ حتى لحظات صعوده، بل أراد تكريمكِ لأنك التصقتِ بكلمة الله، وكان ساكنًا في قلبكِ! يريدنا ألاَّ نقف خارجًا، لأن الكلمة قريبة منا، في قلوبنا (تث ٣٠: ١٤؛ رو ١١: ٨). إنه يؤكد دعوته لنا خلال المرتل: "اقتربوا إليَّ واستنيروا" (مز ٣٣: ٦). يدعونا أن نقتدي بأُمِّه العجيبة، إذ "كانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لو ٢: ٥١). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اليك نلتجىء لننعم بالامان |
و أنكِ حديث الروح منكِ البداية و فيكِ الختام |
فلا تأنفي يا مريم سيدتي من أنكِ تقبليني بالقرب منكِ لأبكي معكِ |
تعال يا طفل المغارة جدد حياتنا لننعم بالسلام |
تجذبنا لحضنك لننعم بك |