رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علامة ابن الإنسان: إنّ مجيء الربّ يسوع هو العلامة الأعظم لهذا العالم الجديد الّذي سوف يأتي. الربّ الإله في يسوع هو الّذي يقتحم العالم، وسط أحداث الزمن لتحقيق مخطّطه الخلاصي. أتى مُتجرّداً من ذاته، متّخذاً صورة العبد كما أوضح لنا ذلك بولس الرسول "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (فيلبّي 2: 6-8)، ولكنّه سوف يعود بقدرة عظيمة وفي المجد بشكل منظور وبصوت هتاف والأموات في المسيح سيقومون من قبورهم كما جاء في تعليم بولس الرسول " لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَه، عِندَ إِعْلانِ الأَمْر، عِندَ انطِلاقِ صَوتِ رَئيسِ المَلائِكة والنَّفْخِ في بُوقِ الله، سيَنزِلُ مِنَ السَّماء فيَقومُ أَوَّلاً الَّذينَ ماتوا في المسيح " (1 تسالونيقي 4: 16) . فلا نيأس إذا عندما تقع الكوارث في العالم، لان الله سيحوّل مآسينا إلى انتصارات، وفقرنا إلى غنى، وألمنا إلى مجد، وهزيمتنا إلى نصر. عند مجيء ابن الإنسان في مجده سيقف جميع المؤمنين على مرِّ التاريخ، متحدين في محضر الله ذاته في أمان وطمأنينة كما جاء في الكتاب المقدس " تَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان. فتَنتَحِبُ جميعُ قبائِلِ الأَرض، وتَرى ابنَ الإِنسانِ آتِياً على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال. ويُرسِلُ ملائِكَتَه ومَعَهُمُ البُوقُ الكَبير، فيَجمَعونَ الَّذينَ اختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَطرافِ السَّمَواتِ إلى أَطرافِها الأُخرى" (متى24: 30-31). الجدير بالذكر أنَّ يسوع سيقف على جبل الزيتون عندما يأتي في نهاية العالم لإقامة ملكوته الأبدي كما جاء في نبوءة زكريا "ها إنَّ يَوماً لِلرَّبِّ يأتي،... وتَقِفُ قَدَماه في ذلك اليَومِ على جَبَلِ الزَّيتونِ الَّذي قُبالَةَ أُورَشَليمَ إلى الشَّرق" (زكريا 14: 1-4). هناك أناس في كل جيل منذ قيامة المسيح يدَّعون أنهم يعرفون بكل دقة متى سيعود الرب يسوع، ولكن لم يصدق أحد منهم حتى الآن، لانَّ المسيح سيرجع حسب توقيت الله وليس حسب توقيت الناس، ولقد أنبا يسوع بان كثيرين من المؤمنين سيضلَّلون قبل مجيئه، من المسحاء الكذبة الذين يدّعون أن لديهم إعلانا من الله في الكتاب المقدس. ولكن العلامة الوحيدة الواضحة لمجيء المسيح هي أن العالم كله سيراه في الغمام عند ظهوره "وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِياً في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال" (مرقس 13: 26). فلنحذر الجماعات التي تدَّعي معرفة يوم مجيء الرب. نستنتج مما سبق أن الرب يسوع ذكر علامات الأزمنة وعودته ليُحذِّرنا من المستقبل لنستطيع أن نعيش في الحاضر ونظل دوما مستعدِّين روحيا في جميع الأوقات وأزمنة في انتظاره بالسهر والصلاة لنكون على أهبة الاستعداد لملاقاته كديَّان رحيم. لذلك علينا أن نعرف أن نقرا علامات الأزمنة ونتعرف عليها، وان نعرف كيف ننتظر العالم الآتي، ونبني في الوقت ذاته العالم الّذي نعيش فيه في عالمنا الحاضر كما لو أنّ يسوع المسيح سيأتي اليوم، وحينئذ سنكون مستعدّين على الدوام لمجيئه فنصبح علامات لمجيء الله، الحاضر فعلاً بيننا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|