رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَبِلَ يسوع لقب "المسيح" الذي كان من حقه (يوحنا 4: 25-26)، ولكن لا على سبيل الإطلاق، لان فئة من معاصريه كانوا ينظرون إلى هذا اللقب نظرة بشرية سياسية في جوهرها (متى 22: 41-46). لذا شرع يسوع في تنقية مفهوم فكرة "المسيح". فعندما كان الناس يقولون ليسوع "أنت المسيح"، يجُيبهم: على ابن الإنسان أن يتألم، وهكذا يربط بين فكرة المسيح وإعلان الآلام والقيامة (متى 16: 16). ولم ينكر يسوع هذا اللقب في محاكمته الدينية واستحلاف عظيم الأحبار له بل أعطاه معناً متسامياً، أنه هو ابن الإنسان المزمع أن يجلس عن يمين الله (متى 26: 63-64). وبدأ هذا الاعتراف مع بدء آلامه. وكان هذا الاعتراف سبب الحكم عليه كما أكده عَظيمُ الكَهَنَة: "أَستَحلِفُكَ بِاللهِ الحَيّ لَتَقولَنَّ لَنا هل أَنتَ المسيحُ ابنُ الله"، فقالَ له يسوع: "هو ما تقول" (متى 26: 65-66). فلم يعد لقب المسيح مجال لمجد زمني، إنما في المجال الروحي. لم تتردد الكنيسة من إعلان لقب "المسيح"؛ فإنها على ضوء قيامة يسوع قامت بإعلان أنَّ يسوع هو المسيح Χριστός (خرستوس). ويظهر يسوع هكذا باعتباره ابن داود الحقيقي كما ورد في نسبه كما ورد في إنجيل متى "نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ ابنِ إِبْراهيم (متى 1: 1)، حُبل به بقوة الروح القدس كما بشّر الملاك مريم العذراء" (لوقا 1: 35) ليرث عرش داود أبيه (لوقا 1: 32) ويقود إلى غايته هذا الملك، بتأسيسه ملكوت "الله على الأرض" وذلك عن طريق قيامته من بين الأموات لذلك لم يتردد بطرس الرسول بعد قيامة يسوع أن يُعلن أمره أمَّام شعب الله " فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا " (أعمال الرسل 2: 36). ونستنتج مما سبق أنه بعد قيامة يسوع فقط، استطاع التلاميذ أن يفهموا ماذا ينطوي عليه هذا اللقب: "أمَّا كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده؟" (لوقا 24: 26)؛ لأنه كما ورد في الكتب المقدّسة، "كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم" (لوقا 24: 46 -47). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|