ماذا نتوقع من اللَّقلق وتلك هي طبيعته (النجاسة)، سوى أن نراه لا يأكل غير القاذورات! ألا يُذكرنا هذا بالابن الأصغر الذي بعدما ترك بيت أبيه وبذَّر ماله بعيش مسرف، اشتهى أن يملأ بطنه بالخرنوب (طعام الخنازير؛ والتي هي أيضاً بحسب الشريعة حيوانات نجسة) (لو15)، وهو الذي اعتاد يوماً على طعام أبيه الطيب والفاخر!! كما أن اللَّقلق ليس فقط نجساً بل أيضاً - كما عرفنا - من الجوارح. فالقسوة والشراسة هما طبيعته. إنه أمر طبيعي في حياته أن ينقض على أي كائن صغير ليكون طعاماً له.
وهكذا أيضاً الإنسان البعيد عن الله، إنه يحمل في جنبات قلبه الغدر والبطش. بماذا يصف يعقوب ولديه وهو يراهما بحسب الطبيعة؟ «شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي. لأنهما في غضبهما قتلا إنساناً، وفي رضاهما عرقبا ثوراً. ملعون غضبهما فإنه شديد، وسخطهما فإنه قاسٍ» (تك5:49-7).