رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك ألوان من المعرفة تغير نظرة الإنسان إلى كثير من الأمور، وتغير نظرتهم أيضًا إلى بعض الناس.
أمنا حواء: بعد أن أخذت من الحية معرفة ضارة خداعة، تغيرت نظرة حواء إلى شجرة معرفة الخير والشر، التي كانت في وسط الجنة، وربما كانت تراها كل يوم.. بعد ما دخل ذهن حواء من معرفة (رأت أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر) (تك 3: 6) وبعد أن تغيرت نظرتها هذه إلى الشجرة، دخلت شهوة الأكل منها إلى قلبها (فأخذت من ثمرها، وأكلت وأعطت رجلها معها فأكل). مثال آخر للمعرفة وهو الشك. وكما قال أحد العلماء: سهل أن يدخل الشك إلى عقل إنسان. ولكن ما أصعب خروج هذا الشك من عقله. فإن أملت أذنك لمن يلقى في قلبك شكًا من جهة إنسان بإثباتات معينة قد تكون زائفة.. أو إن سمحت لنفسك أن تقرأ قراءات خطرة تشكك في الإيمان أو في الكتاب.. قد تبذل جهدًا كبيرًا للخروج من هذا الشك.. وقد يبقى معك فترة طويلة، إلى أن تفتقدك النعمة، فتريحك منه.. لذلك يلزم أن يدقق كل إنسان في اختيار مصادر معرفته. احتفظ بنقاوة فكرك، ولا تلوثه بمعرفة ضارة. وينبغي أن تدقق كثيرا في كل ما نقرأه، وكل ما تسمعه، وكل ما تراه. وتدقق أيضًا في اختبار الأصدقاء الذين يصبون معلومات في أذنيك، أو ينقلون خبرة أمور ضارة، أو أخبارًا ضارة، أو أفكارًا متعبة.. ولا تسمح لكل تلك المعرفة أن تثبت في ذهنك، إلا بعد أن تتحقق منها تماما، وتعرف الحق فيها من الباطل والزيف ولا تظن أن الأفكار عواقر، بل ما أكثر ما تلد أفكارا أخرى كثيرة. بل ربما كلمة واحدة تصل إلى ذهنك، فتلد حكاية أو حكايات. وأعرف أن الوقاية من الفكر، خير بكثير من قبوله ثم محاولة التخلص منه.. واحترس جدًا من نقل المعرفة والأفكار.. ربما تصل إليك معرفة تضرك. وتنقلها أنت بدورك إلى غيرك فتضره. ثم بعد أن تقاسى من تلك المعرفة، تحاول أن تتخلص منها. وربما تتخلص بنعمة من الرب. ولكن ما نقلته إلى الغير لا يزال ثابتا فيه، تضره معرفته.. وتكون أنت مدانا عن ضرر غيرك، لأنك كنت السبب فيه. وحينئذ لا تتعبك خطيئتك في معرفتك، بل تتعبك خطيئتك في نقل تلك المعرفة الضارة إلى غيرك. إنه ماضيك الذي يطاردك: المعرفة الضارة التي نشرتها. سواء نقلتها بالكلام، أو بالكتابة، أو بطرق حسية كثيرة.. ومن ذلك فإن الذين يقعون في التشهير بالغير، الذين ينقلون أخبارًا سيئة عن أخطاء الغير، أو ما يظنونها أخطاء، أو ما يخترعونها.. ويل لهم إذا استيقظت ضمائرهم، وبدأت تلومهم على ما كانوا يقولونه من قبل. ويدخل في هذا النطاق الذين يطلقون الشائعات أو ينشرونها، سواء بقصد الإيذاء أو لمجرد التسلية الخاطئة بالتحدث عن أسرار الآخرين، التي يلذ لهم الحديث عنها إما كما هي، أو بإضافة استنتاجات من خيالهم.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|