رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ. تشير عبارة " الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً " إلى مولد يسوع العجيب وعبوره التاريخي الذي فيه صار الكلمة الأزلي بشراً، مُتخِذا جسداً ليصير الإنسان ابن الله، لان ابن الله الوحيد صار إنساناً. فمن كان في العالم بالروح خالقا (يوحنا 1: 3) وحياة ونور (يوحنا 1: 4-5) أخذ طريقا جديدة لإعلان الله بإضافة الطبيعة البشرية إلى الطبيعة الإلهية، وفي ذلك سر التجسد. ويُعلق القدّيس أوغسطينوس" إنّ كَلِمة الله الذي جعل نفسه بشرًا لكي نلمسه بأيدينا. أصبح بشرًا منذ أن كان في أحشاء العذراء مريم، لكنّه لم يصبح عندئذ الكلمة، لأنّه كان كذلك "منذ البدء" (تعليق على رسالة يوحنّا الأولى 35 / 1978). لم يتطرق يوحنا الإنجيلي من خلال حديثه حول ميلاد المسيح عن الأماكن والأشخاص بل يتكلم عن ولادته مباشرة دلالة على ولادته من الآب قبل الزمن بدون أم، وولادته من مريم البتول بدون أب في الزمن. أمَّا عبارة " بَشَراً " في الأصل اليوناني σάρξ (معناه بشر) فتشير إلى الأنسان الكامل المكوّن من لحم ودم والموسوم بالضعف المؤدِّي إلى الموت. صار "الكلمة" إنسانا كاملا (يوحنا 17: 2) وذلك يتضمن أن جسد المسيح كان جسدا حقيقيا لا صورة. وهذا يتنافى مع تعليم البدعة الظاهرية التي تجعل من التجسد مجرد مظهرا أو هيئة إنسان أُخذت وقتيا أي أن "الكلمة" تظاهر أو تراءى بشكل بشري، لكنه ما كان إنسانا، ولا مات على الصليب (1 يوحنا 4: 2)، ويتضمن التجسد أيضا أن للمسيح نفس بشرية، وان الروح الإلهي لم يحلَّ محل الروح الإنساني كما ادّعى ابوليانوس. وأتى يسوع ذلك لكي يكون " مُشابِهًا لإِخوَتِه في كُلِّ شَيء" (عبرانيين 2: 17)، وأمكنه ذلك أن يتألم ويُجرَّب ويتعلم وينمو ويصلي ويموت كسائر الناس وان يُسمِّي نفسه "ابنِ الإِنْسان" (يوحنا 1: 52). فتجسَّد "الكلمة" في الواقع البشري حدثٌ يُشكل الساعة الحاسمة في تاريخ الخلاص. ومنذ اللحظة التي فيها لُفظت كلمة "بشر" اختفى لقب "الكلمة" بشكل نهائي. وأخذ يوحنا يستعمل مراراً "ابن الإنسان". لذلك يتوجب على البشر أن يروا في سماته البشرية مجد الله، حيث شهدت الجماعة المسيحية الأولى أنها رات مجده. أمَّا عبارة "سَكَنَ " في الأصل اليوناني ἐσκήνωσεν (معناها نصب خيمته وفي هذا تلميح إلى الهيكل) (يوحنا1: 51) فتشير إلى مكان الحضور الإلهي وتجلي مجد الله (خروج 40: 34-35). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|