كالب بن يَفنة وتحديات الإيمان

[Mary Naeem]

كالب بن يَفنة وتحديات الإيمان







إنما لا تتمردوا على الرب، ولا تخافوا من شعب الأرض
لأنهم خبزنا قد زال عنهم ظلهم، والرب معنا. لا تخافوهم

( عد 14: 9 )




كالب بن يفنة هو الشخص الذي قيل عنه 6 مرات في الكلمة إنه "اتبع الرب تماماً". وعلى الرغم من أنه لم يُذكر بالاسم في لائحة الشرف في عبرانيين 11، لكنه يتم فيه قول الكاتب: "بالإيمان ... نالوا مواعيد" (ع33). وطريق هذا البطل، الذي امتد من الشباب إلى الشيخوخة، ومن رمال سيناء حتى أشجار حبرون، كان طريق الصعاب والتحديات.

التحدي الأول يتمثل في عدم الإيمان الذي اصطدم به كالب في إخوته وكل الشعب.

فعندما أرسل موسى الاثني عشر رجلاً ليتجسسوا الأرض، عاد كالب ويشوع بتقرير مختلف تماماً عن باقي الرجال.

كان تقرير الرجال العشرة مُعبراً عن انعدام الثقة في الله، أما كالب ويشوع فتكلما بما يبين ثقتهما التامة في مواعيد الرب وتيقنهما من قدرته الفائقة. ماذا قال العشرة؟ "الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها هي أرض تأكل سكانها، وجميع الشعب الذي رأينا فيها أُناس طوال القامة. وقد رأينا هناك الجبابرة، بني عناق من الجبابرة. فكنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنا في أعينهم" ( عد 13: 32 ،33). أما يشوع وكالب فقالا: "الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها جيدة جداً جداً. إن سُرَّ بنا الرب يُدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضاً تفيض لبناً وعسلاً، إنما لا تتمردوا على الرب، ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلهم، والرب معنا. لا تخافوهم" ( عد 14: 7 -9).

لم يتأثر قلب كالب برأي الغالبية، ولم يهتز أمام الاقتراح برجمه هو ويشوع، لكنه وقف راسخاً صامداً أمام تيار عدم الإيمان الذي اجتاح الشعب كله.

حقاً إنه تحدِّ صعب، فالأسهل على الإنسان أن يركب الموجة ويسير مع التيار. لكن الأمانة لله تتطلب أن يقف الإنسان منفرداً إذا لزم الأمر لكي يشهد للحق ويمجد الله. قيل لأثناسيوس: لقد أضحى العالم كله ضدك، فأجاب: وأنا ضد العالم. وتعرَّض لوثر لأكبر مُحاكمة في التاريخ إذ وقف أمام الإمبراطور شارل الخامس وأمام عدد من القضاة يتجاوز المائتي قاضٍ، وصاح صيحته الشهيرة: "هنا أقف، ولا أفعل غير ذلك، وليعني الله".