رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول البعض أنهم يعملون الصلاح لكي يكونوا قدوة أمام الآخرين. ولكن لنفهم جيدا أن للقدوة مواضع. فيوجد أشخاص بحكم وضعهم مفروض عليهم أن يكونوا قدوة، مثل رجال الإكليروس والقادة والمسئولين والرسل والأنبياء، فهؤلاء أن لم يكونوا قدوة سيعثرون الآخرين.
أما الإنسان المتضع فأنه لا يضع نفسه قدوة، لأنه لا يرى في نفسه شيئا يقتدي به الناس. أنه يحاول أن يهرب من مواقف القدوة بحجة أنه خاطئ وبائس، وعلى عكس هذا يظهر نقائصه وضعفاته، ومع ذلك قد يصبح قدوة في اتضاعه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لكنه لا يريد ذلك فيبكى أمام الله ويقول "يا رب أنا مرائي أنت تعرف ما بداخل القبور المبيضة من عظام نتنة. أن كل أعمالي شريرة أنت سترتني وأخفيت عيوبي عن آخرين - هل استغل هذا الستر لأصبح قدوة. أنا خاطئ وليس لي عمل صالح" هذا هو الإنسان المتضع هذا قد يظهر عيوبه ليهرب من مديح الناس. أما الذي يريد أن يصير قدوة: فلكي يظهر أمام الناس حسنا، يجوز أن يقع في الكبرياء والرياء. فيجب أن نرضى الله لا الناس، فلا يكون هدفنا أن نكون قدوة حتى ولو صرنا بترتيب من الله. هكذا كان الآباء القديسون يتركون تدبير أمر معين في الفضيلة إذا عرف ويعملون غيره. إذ كانوا يهربون جدًا من المديح. ولكن ليس معنى هذا أن تترك كل تدبير حسن تسير فيه لئلا تضر. فأثبت في كل تدريب صالح من أجل حياتك الروحية وليس لكي ينظرك الناس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|