رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ ( مزمور 42: 7 ) إذ يتسلَّل إليه ذلك الحزن العديم الجدوى، وذلك القنوط؛ يزجر نفسه لنسيانه الله قائلاً: «لماذا أنتِ منحنية يا نفسي؟ ولماذا تئنِّينَ فيَّ؟»؛ لا تعودي تنسي محضر إلهك مرةً أخرى «ارتَجي الله، لأني بعدُ أحمَدُهُ، لأجل خلاص وجههِ» (ع5). ثم يرفع بصره إلى الله في وقت دموعه وصراخه «يا إلهي، نفسي مُنحنية فيَّ، لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون، من جبل مِصعَر» (ع6). فقد كان شاخصًا بشوقٍ إلى ما وراء المسافات الصحراوية القاحلة؛ إلى الجبال المُتاخمة لصهيون حيث سكن الله في مجدهِ وجماله وقداسته، ونسيَ أن الله كان معه حيث هو في «جبل مِصعَر»؛ أي “الجبل الصغير” الذي يُشير إلى قلة العدد والضعف الشديد (ع6). من ثم وجد ذلك المَنفي الوحيد عونًا وعزاءً وسط أصوات الميازيب وعجيج الأمواج الشديدة. ومهما عَلَت أصواتها المزعجة فقد عَلِمَ أن الله فيها، وأن الخلاص منه، فهناك رأى وجه إلهه، كما رآه في قدسه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|