رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عند القديس باسيليوس الكبير - القمص تادرس يعقوب ملطي
- السيف الذي جاز في قلبها! السيف الذي جاز في قلبها![19] في شيءٍ من التفصيل، استعرض القديس باسيليوس في الرسالة 260 حديث القديس سمعان الشيخ مع القديسة مريم: "ها إن هذا قد وُضِعَ لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامةٍ تُقاوَم. وأنتِ أيضًا يجوز في نفسكِ سيف، لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة" (لو 2: 34-35). يرى القديس باسيليوس أنه كما اختبر التلاميذ الشك (أو الحيرة والارتباك) عند أقدام الصليب، هكذا حدث مع مريم، لكن الرب قوَّى إيمان التلاميذ وأُمَّه، فصاروا مثالًا منيرًا للإيمان. أشار إلى شكّها التي عانت منه في لحظات آلام ابنها، وقد سبق أن تنبأ عنه سمعان الشيخ مستخدمًا كلمة "السيف" رمزًا لذلك. لا نعجب إن كان القديس باسيليوس يحسب أن بعض الأفكار من الحيرة قد مَرَّت على القدِّيسة الطاهرة مريم حين رأت ابنها الحبيب كمن في موقف ضعفٍ أثناء آلامه وصلبه وموته. يقول القديس باسيليوس الكبير[20] [نفهم بلياقة العلامة في الكتاب المقدس أنها الصليب[21].] كما يرى العلامة التي قاومها الهراطقة هي "حقيقة تجسُّد المسيح". فالبعض قالوا إنه جسد سماوي، مُنكِرين حقيقة التجسُّد كالغنوسيِّين[22]، والبعض قالوا إنه جسد موجود قبل كل الدهور، وآخرون قالوا إن المسيح بدأ وجوده من مريم، أي أنكروا لاهوته. * دعا سمعان الكلمة التي لها السلطان أن تختبر الأفكار وتُمَيِّزها سيفًا (لو 2: 35)، هذه التي تخترق أقسام النفس والروح والمفاصل والنخاع (عب 4: 12). بالحق كل نفسٍ تجتاز في لحظة الألم نوعًا من الشك، كما قال الرب: "كلكم تشكُّون فيَّ" (مت 26: 31). لهذا تنبأ سمعان بأن مريم نفسها، إذ تَقِف عند الصليب وترى ما يحدث، وتسمع ما يُقَال، فإنها حتى بعد شهادة غبريال (لو 32:1-33)، وبعد الإعلان السرِّي عن الحبل الإلهي وبعد مشاهدة عجائب عظيمة، هي أيضًا كما يقول ستختبر نوعًا من عدم ثبات نفسها (الاضطراب). حقًا كان من الضروري أن الرب يذوق الموت عن الجميع، وأن يصير ذبيحة فدية عن العالم ليُبَرِّر الكل بدمه. حتى أنتِ (يا مريم) التي تَعَلَّمتِ عن الرب من فوق تتأثرين بالشك! هذا هو السيف "لتُعلَن أفكار من قلوبٍ كثيرة" (لو 2: 35). هذا معناه أنه بعد العثرة التي يُسَبِّبها صليب المسيح، أراد الرب أن يُداوِي من يتبعه، سواء بالنسبة لتلاميذه أو بالنسبة لمريم، مُثَبِّتًا قلوبهم بالإيمان به[23]. القديس باسيليوس الكبير ولعل القديس باسيليوس أراد أن يؤكد أن سرَّ القوة لا في شخصها أو برِّها الذاتي، بل بالمُتجسِّد منها الذي وهبها روح الإيمان والقوة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. * رغم أن الرسول أراد أن يُعلِنَ أن جسد الرب هو جسد روحاني (يسلك بالروح بلا شهوات جسدية)، ولكي يوضح أن الجسد الذي حمل اللاهوت هو مأخوذ من العجينة الإنسانية نفسها، فأراد أن يعلن قوة الحق بقوله إنه وُلد من امرأة (غل 4: 4) بدلًا من أن يقول وُلِدَ بامرأة حتى لا يُعطِي فرصةً للشك بأنه كان مُجَرَّد مرور للابن وليس ميلادًا، فقوة التعبير "من امرأة" لتأكيد أن الابن اشترك في نفس طبيعة الأم[24]. القديس باسيليوس الكبير كشف القديس باسيليوس عن اهتمام السيد المسيح، الابن المصلوب، بأُمِّه وقت صلبه، فلم يترك أي فكر يُرْبِكها بسبب صلبه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|