إنها تدعو كل الأجيال أن تُرَكِّز أنظارها على المولود منها، فهو كلمة الله المتجسد ليبذل نفسه عن العالم (يو ٣: ١٦). لم يعد هذا المُخَلِّص بعيدًا عنا، فقد حلّ بيننا (يو ١: ١٤)، وأقام ملكوته فينا، إذ قال: "لأن ها ملكوت الله داخلكم" (لو ١٧: ٢١). تدعونا القديسة مريم أن ننظر إلى أعماقنا لنرى مُخَلِّصنا المتجسد منها يُقِيم عرشه في قلوبنا. في تواضعٍ ندهش من سكناه فينا، إنه بروحه القدوس يُشَكِّلنا في كل يومٍ ويُجَدِّدنا ويُقَدِّسنا حتى نصير بالحق أيقونة حيَّة له!