رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمَّا عبارة "مُواظِبينَ على الصَّلاة" فتشير إلى تركيز لوقا على المداومة على الصلاة بثباتٍ استعدادا لمجيء يسوع في نهاية العالم وإن أبطأ قليلا (لوقا 18: 1 1-8). ويستعين لوقا الإنجيلي بعبارات امتاز بها بولس الرسول وهي "المداومة على الصلاة" (2 تسالونيقي 1: 11، وفيلبي1: 4). يسهر الإنسان عندما يصلي فقط، وإذا لم يصلِّ ينم، مثل الرسل في بستان الزيتون. والسهر والمواظبة على الصلاة هما وسائل ضرورية تجعل الفرق في استقبال يوم الرب: إما أن يكون مجيئه فخا أو أن يكون نجاة. فالصلاة، في الواقع، تستمد من الرب القوة للبقاء في داخل الأحداث أمام حضور الرب، متيقِّنين أننا لسنا وحدنا. ويعلق القدّيس مكسيمُس الطورينيّ "الصلاة تُغذّي النفس المُتديّنة، والسهر يُبعِد مكائدَ الشيطان" (العظة 28). أمَّا عبارة "لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ" فتشير إلى نعمة الله بيسوع المسيح ربنا، أذ لم يقل لوقا الإنجيلي "لكي تكونوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ بل قال " لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ"؛ إذ كلمة توجَدوا في الأصل اليوناني κατισχύσητε (معناها تقووا). أمَّا عبارة "اِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإنسان" فتشير إلى تحمّل محنة حكم المسيح أثناء الدينونة بلا خوف ولا خجل كما ترنَّم صاحب المزامير " لا يَنتَصِبُ في الدَّينونةِ الأَشْرار ولا الخاطِئونَ في جَماعةِ الأَبْرار"(مزمور 1: 5). ويعلق البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني " أرغب أن يكون كلّ ما في حياتي على هذه الأرض سبيلاً لأستعدّ لتلك اللحظة. لا أعلم متى سيأتي ولكنّي أضع تلك اللحظة بين يَدَيْ والدة معلّمي، تمامًا كما أضع كلّ شيء بين يديها: "كُلّي لك" "(الوصيّة)". إن ابن الإنسان هو صاحب الكلمة الأخيرة. "فان سهَرنا مُواظِبينَ على الصَّلاة، كنا أَهْلاً لِلنَّجاةِ لِلثَّباتِ أمامه. فالإنسان الذي استعد للقاء يوم مجيء الرب بالصلاة يتحقق له يوم الخلاص الذي آمن به.لذلك يدعو البابا بندكتس المسيحيين "لتقبل الخلاص من الله في وسط تقلبات العالم، وصحاري اللامبالاة والمادية، والشهادة له بطريقة عيش مختلفة". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|