فأعظم وأهم مسألة قد تسوَّت، وهي مسألة علاقتهم بالله. وعلى هذا الاعتبار بدأوا يحيون حتى إن ذات الشهر الذي فيه حدث كل هذا تعيَّن أن يكون لهم رأسًا للشهور. وهكذا في سلام مع الله تحرك إسرائيل إلى الأمام. تحركوا وسرعان ما وجدوا أنفسهم بلا حَوْل ولا قوة في ذواتهم، فقوات فرعون من خلفهم، والبحر الأحمر أمامهم، وكأنهم في موقف الاختيار بين شرّين: الموت قتلاً، أو الموت غرقًا. لكن ذاك الذي كان معهم بالأمس في مصر، هو اليوم معهم في طريق الخروج منها. وعمود السحاب يستطيع أن يعمل عمله بكل كفاية تمامًا مثل الدم. صحيح أن لعمود السحاب عملاً مختلفًا، لكن نفس القوة العاملة في هذا هي العاملة في ذاك. والدم لا يُستخدم الآن لكن عمود السحاب يؤدي خدمته لأن الدم قد أدى خدمته أولاً، والآن عمود السحاب يدافع ويحمي لأن الدم سبق أن فدى وكفَّر.