رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا إذًا؟ أتظنّ أنّ الرّبّ يسوع لا يعرف ذلك؟ لا بل يعرفه جيِّدًا، وعليه لا يتوقّع منّا أن نكون قادرين، بقوانا الذّاتيّة، على حفظ وصاياه. ما يطلبه منّا هو أن نكون مؤمنين به، أن نريد الشّفاء من كلّ القلب، وهو يعطينا الغلبة. الغلبة من عنده لا مِنّا. نحن، من جهتنا، نشترك في الحرب ولو بقوى غير كافية للنّصرة، وهو يتكفّل، مباشرة، بالباقي. قوّته في ضعفنا تَكمُل. فقط علينا ألاّ نجبن وأن نلجأ إلى أمرَين: الأمر الأوّل تكتيكيّ والأمر الثّاني اتّصالي. في كِلا الأمرَين الرّبّ يعين. الأمر التّكتيكيّ هو ضرب مخازن الوقود الّتي لمعسكر أهواء القلب. مخازن الوقود هي مصادر القوى الطّبيعيّة فينا. ألم نقل إنّ الأهواء تغتذي من قوى طبيعتنا البشريّة؟ كيف نضرب مخازن الوقود هذه؟ بالنّسك، بالإمساك، بالصّوم! هذا يُضعف قوانا الجسديّة. فإن ثبتنا على النّسك بشكل مدروس، وفق إرشادات المختبَرين بيننا، الّذين هم الآباء الرّوحيّون الأحياء، والقدّيسون الّذين جاهدوا وتكمّلوا ورقدوا وتركوا لنا خارطة الطّريق لكي لا نضيع، فإنّنا لن نلبث أن نرى هجمة الأهواء فينا تتراجع وقواها تضعف. فإذا ما دعمنا ضرب مخازن وقود العدو فينا بالنّسك، إذا ما دعمنا هذه العمليّة، شبه العسكريّة، بتشغيل جهاز الاتّصال فينا بالرّبّ يسوع، أي بالصّلاة الدّائمة إليه، فإنّ قوى النّعمة الإلهيّة، إذ ذاك، تتنزَّل علينا من فوق لتبدِّد شمل أعدائنا وتنصرَنا وتحفظنا وتعزّينا! هذه صورة لمعركة مقدّسة لا بدّ أن تتكرّر مرّات. العدو فينا لا يستسلم، لذلك علينا إبادته وفق القول المزموريّ: “أفسحتَ طرقي أمامي، فلم تتخاذلْ خطواتي. سأقتفي أعدائي فأُدركهم ولا أرجعنّ حتّى أُفنيهم… لأنّك حزّمتني بالقوّة من أجل القتال” (مز 17: 36 – 37؛ 39)! الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يطلب الرّبّ يسوع أن نتبعه |
إذًا المشكلة هي عند ذلك الشاب، الذي لم يعرف المسيح |
مِمَّ جاء الرّبّ يسوع محرِّرًا الإنسان؟ |
مَن صلب الرّبّ يسوع؟ |
مد لمستك الشافية ايها الرّبّ يسوع |