قلتُ، الحرب بين إرادة “حبّ الذّات” وإرادة “حفظ الوصيّة” الإلهيّة ضروس. بشريًّا، قوى الأهواء أشدّ عنفًا من أيّ قوى أخرى يمكن أن تنبع من ذواتنا، كإرادة الصّلاح. لذا، بشريًّا، ليس بإمكاننا أن ننجح في مسعانا أعلاه، لأنّ قوى الأهواء تَستأسِر قوى الطّبيعة البشريّة، الّتي خَلقنا الرّبّ الإله عليها، بما فيها من صلاح، وتقمعُها وتتغلغلُ فيها، بمثابة طبيعة ثانية بديلة فينا، وتستغلّها إلى أبعد الحدود، كما يستغلّ المستعمِر خيرات البلد لنفسه. لهذا السّبب متى عُرضتْ علينا وصايا الرّبّ يسوع قلنا، للوهلة الأولى، هذه لا نستطيع أن نطبِّقها، لا يمكننا أن نسلك فيها. نحن أضعف من أن نحفظها!
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان