رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الانبا اغاثون سيرته الرهبانية : كان اغاثون القديس حكيما فى معرفته ، حريصا على اتمام الوصايا ، بسيطا فى جسمه وكفنا فى كل الامور فى عمل اليدين وفى طعامه وفى ملبسه . حكمته : قيل عن القديس الكبير انبا اغاثون : ان اناسا مضوا إليه لما سمعوا بعظم افرازه وكثرة دعته . فارادوا ان يجربوهفقالوا له : أأنت هو عاثون الذى نسمع عنك انك متعظم ؟ فقال : نعم الأمر هو كذلك كما تقولون . فقالوا له : أنت اغاثون المهدار المحتال ؟ قال لهم : نعم أنا هو قالوا له : أأنت اغاثون المهرطق ؟ فاجاب : حاشا وكملا : انى لست مهرطقا فسألوه قائلين : لماذا احتملت جميع ما قلنا لك ولم تحتمل هذه الكلمة ؟ فا جابهم قائلا : ان جميع ما تكلمتم به على قد اعتبرته لنفسى ربحا ومنفعة إلا الهراطقة لانها بعد عن الله . وانا لا اشاء البعد عنه . فلما سمعوا اعجبوا من افرازه ومضوا منتفعين . + اعتاد انبا يوسف ان يقول : لما كنا جالسين مع انبا بيمن ذكر انبا اغاثون فقلنا له : (( انه رجل حديث السن ، فلماذا تدعوه ابا ؟ )) قال انبا بيمين : (( ان فمه هو الذى جعله يدعى ابا )). + قال الشيوخ الذين كانوا فى مصر لانبا ايليا ان انبا اغاثون كان رجلا عظيما فقال لهم الشيخ : (( من جهة حداثته ، كان رجلا عظيما فى جيله ، لقد رأيت فى الاسقيك شيخا استطاع ان يحجز الشمس عن مسلكها فى السماء مثل يشوع بن نون : (( ولما سمعوا هذا تعجبوا ومجدوا الله ) . صمته : اخبروا عن الانبا اغاثون : انه وضع فى فمه حجرا ثلاث سنين حتى تقن السكوت . محبته : + قال : انى ما رقدت قط وانا حاقط على انسان ولا تركت انسانا يرقد وهخو حاقد على حسب طاقتى . (أف 4:26) (رو 12:8). + وقال ايضا : ان أنا ربحت اخى فقد قربت قربانا. + قال انبا يوسف : ان اخا جاء إلى انبا اغاثون فوجد معه مسلة خياطة ( ابره كبيرة ) فأعجب الاخ بها لانها جيدة . فما كان من الشيخ إلا انه لم يتركه يمضى إلا بها. + مضى الاب اغاثون مرة ليبيع عمل يديه فوجد انسانا غريبا مطروحا عليلا وليس له من يهتم به . فحمله واجر له بيتا واقام معه يخدمه ويعمل بيديه ويدفع اجره المسكن وينفق على العليل مدة اربعة اشهر حتى شفى . وبعد ذلك انطلق إلى البرية وكان يقوم : كنت اشاء لو وجدت رجلا مخدوعا يأخذ جسدى ويعطينى جسده . + حدث مرة ان مضى إلى المدينة ليبيع عمل يديه فوجد انسانا مجذوما على الطريق فقال له المجذوم : إلى اين تذهب ؟ قال له : إلى المدينة . قال له المجذوم : اصنع معى رحمة وخذنى معك . فحملة واتى به إلى المدينة . ثم قال له المجذوم : خذنى إلى حيث تبيع عمل يديك . فأخذه ولما باع عمل يديه سأله المجذوم : بكم بعت ؟ فقال : بكذا وكذا : فقال له المجذوم : اشتر لى شبكة . فاشترى له . ومضى وباع ثم عاد وقال له المجذوم : خذ لى كذا وكذا من الاطعمة فأخذ له . ولما اراد المضى إلى قلايته قال له المجذوم : خذنى إلى الموع الذى وجدتنى فيه اولا . فحمله ورده إليه . فقال له الرجل : (( مبارك انت من الرب الهنا الذى خلق السماء والارض )) . فرفع انبا اغاثون عينيه فلم يره لانه كان ملاك الرب ارسل إليه ليجربه . شعوره بالغربة وبعده عن الاخوة المنحلين : + قال ان كان أحد يحبنى وانا احبه للغاية . وعلمت انه قد لحقتنى نقيصة بسبب محبته فانى اقطعه منى وانقطع منه بالكلية . + وقيل عنه ايضا : انه مكث زمانا يبنى مع تلاميذه قلاية فلما تمت وجلسوا فيها ظهر له فى الاسوع الأول امر ضايقه ، فقال لتلاميذه : هيا بنا ننصرف من هنا ، فانزعجوا جدا قائلين : حيث انك كنت عازما على الانصراف فلماذا تعبنا فى بناء القلاية ؟ إلا يصبح من حق الناس الآن ان يشكوا قائلين : ان هؤلاء القوم لا ثبات لهم ؟ . فلما رآهم صغيرى النفوس هكذا ، قال لهم : ان شك قليلون منهم فكثيرون سوف ينتفعون ويقولون : (( طوبى لاولئك الذين من اجل الرب انتقلوا واختبروا كل شيىء )) . فقمن اراد منكم ان يتبعنى فليجىء لانى قد اعتزمت نهائيا على الانصارف فما كان منهم إلا ان طرحوا أنفسهم على الأرض طالبين إليه ان يأذن لهم بالمسير معه. بساطته : + قيل عنه انه لما كان ينتقل ، وما كان يرافقه أحد سوى الجريدة التى كان يشق بها الخوص لاغير – ولما كان يعبر النهر كان يمسك المجداف بنفسه واذا رافق اخا كان يهيىء بنفسه المائدة لانه كان مملوءا حلاوة ومحبة ونشاطا . تدقيقه فى حياته ( نقاوته ): قيل عنه انه إذا تصرف فى امر واخذ فكره يلومه كان يخاطب نفسه قائلا : يا أغاثون ، لا تغفل انت هكذا مرة اخرى .. وبذلك كان يسكن قلبه . وقال ايضا ان الراهب هو ذلك الإنسان الذى لا يدع ضميره يلومه فى امر من الامور امانته : + اتاه اخ مرة يريد السكزنى معه وقد احضر معه قليلا من النطرون ووجده فى الطريق اثناء مجيئه . فلما رآه الشيخ قال له : من اين تلك هذا النطرون ؟ قال له الاخ : قد وجدته فى الطريق وانا سائر . فاجابه الشيخ قائى : ان كنت تشاء السكنى مع اغاثون امض إلى حيث وجدته وهناك ضعه . + وحدث مرة بينما كان سائرا مع تلاميذه ان وجد احدهم جلبابا اخضر فى الطريق . فقال له : يا معلم : هل تأذن لى ان اخذه ؟ فنظر إليه الشيخ متأملا وقال : هل انت تركته ؟ فقال : لا فقال له الشيخ . وكيف تأخذ شيئا ليس لك ؟. قناعته : قيل عن الانبا اغاثون والانبا آمون : \ انهما لما كان يبعان عمل ايديهما يقولان اثمن مرة واحدة . وما كان يعطى لهما يأخذانه يسكون ، كذلك إذا احتاجا لشىء يشتريانه كانا يقدمان المطلوب منهما بسكون ولا يتكلمان . عدم الادانة : + كان من عادة انبا اغاثون إذا رأى امرا وعملا وارد فكره ان يدين هذا العمل ويحكم عليه ان يخاطب نفسه قائلا : (( لا تعمل انت هذا الأمر )) وبهذه الطريقة كان يهدىء قلبه ويحفظ السكوت . + مرض دفعه انبا اغاثون واحد الشيوح واذا كان كلاهما يرقدان فى القلاية ، كان اخ يقرأ لهما سفر التكوين ، ولما وصل إلى الموضع الذى قال فيه يعقوب لاولاده : (( يوسف مفقود ، وشمعون مفقود ، وبنيامين تأخذونه .. لكى تنزلوا شيبتى بحزن إلى الهاوية ( تك 42- 38) اجاب الشيخ قائلا : اواه ما يعقوب . الم يكفيك العشرة اولاىد ؟ )) قال انبا اغاثون : (( احفظ السكون ايها الشيخ ، إذا كان الرب قد دعاه بارا ن فمن ذا الذى يدينه ؟)). تحفظه إلى النهاية : هذا القديس كان متحفظا جدا اذ كان يقول : (( بعير تحفظ كثير لا يقدر أحد ان يصل إلى الفضيلة )) وقيل عنه انه لما كان عتيدا ان ينطلق إلى الرب مكث ثلاثة ايام وعيناه مفتوحتان لا يتحرك . فاقامة الاخوة وقالوا له : يا ابانا انبا اغاثون : اين انت ؟! فقال : أنا واقف أمام عرش القضاء الالهى ! فقالوا له : اتفزع انت ايضا ؟! فا اجابهم قائى : (( على قدر طاقتى حفظت وصايا الله . إلا أننى انسان . من اين اعلم ان كان عملى ارضى الله ؟ )) فقالوا له : الست واثق بأن عملك مرضى عند الله ؟ فقال الشيخ : (( لن اتق دون ان القى الله لان حكم الناس شيىء وحكم الله شيىء اخر )) فطلبوا منه ان يكلمهم لمة تنفعهم . فقال لهم . اصنعوا محبة . ولا تكلمونى لانى مشغول فى هذه الساعة وللوقت تنيح . فأبصروا وجهه كمن يقبل حبيبه . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|