إن مكان الوسَط الذي اختاروه للمسيح هو مكانه الطبيعي. ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن المسيح على صفحات الوحي يُذكَر دائمًا أن مكانه في الوسط، يُذكَر عنه ذلك 12 مرة في الكتاب المقدس. ما كان يصلُح له وهو السيد المجيد أن يشغَل سوى مكان الوسَط. ثم إنه باعتباره فادي الخطاة، الذي قَبِل أن يكون مُخلِّصهم، كان في كل حياته محاطًا بالآثمين. ونحن إن كنا نتعجَّب أن الرب قَبِل وهو السماوي، أن يُولَد في مذود بيت لحم تحوطه البهائم، فإننا نتعجَّب أكثر أنه قَبِل وهو البار الذي لم يعرف خطية، أن يُعَلَّق على صليب الجلجثة يَحوطه المُذنبون والآثمون! تبارك اسمك يا ربنا: فأنت المُخلِّص الذي لا نظير لتواضعك، أظهرت تواضعك العظيم في ولادتك، وخلاصك العظيم في موتك