فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً.
الذي .. أخلى نفسه ... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب
( في 2: 5 -8)
إننا في زمن الكلام الرنان والسلوك بالتهاون. ما أجمل ما نقوله وما نكتبه، وما أقل تأثير ما تنطق به شفاهنا وما تجري به أقلامنا على سيرتنا وفي قلوبنا. لنرجع إلى الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي حيث نرى المسيح كمثالنا. إنه "أخلى نفسه" ولم يبارح النير عنقه، وهو لم يستعفِ من حمله. لقد نزل واتضع حتى إلى تراب الموت. لم تظهر فيه مُطلقاً أية مقاومة لإرادة الآب. لما جاء إلى العالم قال "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت" ( مز 40: 8 ) وأثناء سيره في هذا العالم كان يقول "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني" ( يو 4: 34 ). ولما أوشك أن يبارح العالم قال "لتكن إرادتك" فكل طريقه هنا في العالم كان بحسب مشيئة أبيه.