ما أروع المسيح! لقد طلب إيليا في يومه الموت لنفسه، لفشل خدمته، وبعده أتى يونان وطلب الموت لنفسه لنجاح خدمته، وأما المسيح فقد حمد الآب على مَن قبلوا رسالته وعلى من رفضوها! ومع أن يوسف، رغم عظمة خصاله، جاء يوم قال فيه لأبيه: «لَيْسَ هَكَذَا يَا أَبِي» ( تك 48: 18 )، لكن المسيح قال لأبيه يوم شدته ورفض رسالته: «نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ» ( مت 11: 26 ). ليس معنى ذلك أن المسيح لم يحس بآلام الرفض. فلقد أحس بها كما يحس المُحب برفض المحبوب لمحبته، إلا أنه وجد سعادته في محبة الآب له، ووجد راحته في إرادة الآب، الذي يعمل بحسب مطلق سلطانه كرب السماء والأرض، وبحكمة عجيبة تسمو عقول كل الخلائق مهما سمت.