لعله جدير بنا أن نتعاطف مع جهل المعمدان: لماذا يطلب رب المجد منه أن يُعمده؟ ولكن الرب أجابه: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ» ( مت 3: 15 ). وماذا يعني الرب بذلك؟ خاصةً كلمة «بِنَا»؟ عندما استعمل الرب كلمة «بِنَا» كان يُعبّر عن نعمة قلبه الذي يتوق إلى أن يُوّحِّد نفسه مع جموع المُعمَّدين. كانت تلك معمودية التوبة. ولكن ليس للرب خطية يتوب عنها، ولكنه في غنى نعمته يربط نفسه مع هؤلاء الخطاة. لقد تفاضلت نعمته حتى أنه يعترف بخطاياهم، آخذًا على عاتقه المسؤولية للتكفير عنهم، إذ وضع في قلبه القصد الثابت أن يحمل خطاياهم بذبيحته العظيمة على الجلجثة.