لا نلم الآخرين | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
قد يحدث أن يكون إنسان في وحدة وسكون يعيش في سلام، ويأتيه أخ آخر وفي حديثه معه يقول شيئًا مُكدِّرًا، فيضطرب المتوحد في الحال؛ ويقول بعد ذلك، لو لم يكن قد جاء هذا (الأخ) ليقلقني ما كنت قد أخطأت". يا له من تبرير سخيف!! هل الذي تكلم معه هو الذي قدم إليه الألم (الغضب) أم أن ما صنعه هو إذ أخرج إلى السطح ذاك الألم الذي هو موجود فيه من قبل؟! لذلك كان يجب عليه أن يتوب عن ألمه ويلوم نفسه بدلًا من أن يحمل مرارة ضد أخيه.
إن مثل هذا الإنسان يشبه خبزة عفنة، تبدو من الخارج سليمة، ولكن من الداخل بها عفونة. لذلك فإن كسرها أي شخص يكتشف عفونتها.
أو يشبه أناءً نظيفًا (من الخارج) مملوء في الداخل قذارة ونتنًا، فمن يفتحه يتحقق في الحال من نتنه. بنفس الطريقة، كان هذا الشخص يعيش -كما كان يبدو له- في سلام، غير عالمٍ بالألم الموجود في داخله. فإن كان يريد أن ينال رحمة، يجب عليه أن يتوب لائمًا نفسه. وبهذا فقط يحصل على النقاوة ويتقدم. أما بالنسبة للأخ فيجب عليه أن يشكره بحق، إذ كان نافعًا له.