رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- القديس ساويرس البطريرك الأنطاكي - يوسف حبيب، مليكة حبيب يوسف
الرفق بالحيوان إذا قلت: «أن المسرحيات ليس الغرض منها تكريم الشياطين، لكن لأجل سرورنا». فإننا نغضب الخالق إذا كنا نستعمل الحيوانات غير العاقلة بطريقة مضادة لوصاياه. لقد خلق كل حيوان منها لكي يكمل احتياجاتنا في العالم، وليس لأجل نشوة زائدة وغير نافعة. فالحصان قد أعطى للناس حتى يستطيع من يمتطيه أن يتم تنقلاته بسرعة، فيخرجون ضد المحاربين الذين يأتون إليهم. أنه عون لهم يساعدهم في الحرب ضد الأعداء. هذا أيضًا ما قاله ذلك الذي كان يكلم أيوب وسط الزوبعة والسحاب. «فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال..» (أي 38: 1) «هل أنت تعطى الفرس قوته وتكسو عنقه عرقًا. أتوثبه كجرادة. نفخ منخره مرعب. يبحث في الوادي وينفر ببأس. يخرج للقاء الأسلحة. يضحك على الخوف ولا يرتاع ولا يرجع عن السيف. عليه تصل السهام وسنان الرمح والمزارق. في وثبه ورجزه يلتهم الأرض ولا يؤمن أنه صوت البوق. عند نفخ البوق يقول هه ومن بعيد يستروح القتال صياح القواد والهتاف» (أى 93: 19-25). جعل هذا الحيوان من أجل خدمة حياة الإنسان وليس لكي تهلكه بأن تجعله يدور حول السيرك سبع مرات، وأنت تخرج العربة تلو العربة، ويسحق رجليه بسرعة العجلات؛ ولا لكي تتهلل وتصفق حينما يسقط سقطة بائسة مؤسفة. ليس هذا ما يأمرك به ويملك إياه الكتاب الإلهي، بل العكس. حينما يفعل هكذا، تنطق عليك الكلمات المكتوبة الدالة على القسوة والظلم القاتلة: «الصديق يراعى نفس بهيمته. أما مراحم الأشرار فقاسية» (أم 12: 10). أن قول بولس الرسول: «ألعل الله تهمه الثيران» (1كو 9: 9). له معنى آخر وفعلًا حينما كان يكلم أهل كورنثوس كان يقول أنه يلزم: «أن الدين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون» 1؛ و 9: 41، «من تجند قط بنفقة نفسه. ومن يغرس كرمًا ومن ثمره لا يأكل. لعلى أتكلم بهذا كإنسان أم ليس الناموس أيضًا يقول هكذا. فإنه مكتوب في ناموس موسى لا تكم ثورًا دارسًا. ألعل الله تهمه الثيران» 1كو 9: 7-9. هكذا إذًا تضمنته الوصية القانونية التي تأمر بألا نكم ثورًا دارِسًا. . وما جعل الله الناموس لمجرد العدل نحو الثيران. أي مكروه إذن وما يضيرنا لو نستبدل حلبة السباق بالخدمة الخاصة بها بعناية ولا نسرف في الاهتمام بملء بطونها في غير مناسبة. أنه بهذه الوصية يعملنا أنه من العدل أن الذين يعملون يتغذون من نتاج تعبهم. لذلك يضيف بعد ذلك: "أَمْ يَقُولُ مُطْلَقًا مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ، وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا فِي رَجَائِهِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 10). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|