الغني ولعازر يستدل بعض أخوتنا الكاثوليك على الدينونة الخاصة من قصة الغنى ولعازر، وقول السيد المسيح إن لعازر كان يتعزى في حضن ابراهيم. وأن الغنى " رفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب... وقال " يا أبى ابراهيم أرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأنى معذب في هذا اللهيب" (لو16: 24)... ونحن نناقش معًا هذه القصة:
من الدلالة على ذلك حاجة الغنى إلى قطرة ماء ليبرد لسانه في ذلك اللهيب.
فالمفروض أن جسد الغنى كان في القبر وروحه هي التي كانت في الهاوية. والروح غير مادية، ولا يمكن أن يصلح لنا أن يبل لعازر طرف إصبعه بماء لكي يبردها في ذلك اللهيب!! ثم ما معنى كلمة "يبرد لسانى" حيث لا يوجد له جسد، ولا لسان؟!
لعل هذه النار، هي عذابه النفسي، إذ شعر بالضياع والهلاك، بلا رجاء...
بدليل أنه طلب من أجل أهله، حتى لا يتعذبون هم أيضًا، ولم يطلب من أجل نفسه، وبخاصة بعد أن أعلن له أبونا ابراهيم قائلًا كل ذلك بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليك لا يقدرون، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26).
أو لعل النار التي قال النبي إنه عذب بلهيبها هي نار الندم أو الخوف، إذ لا توجد أمامه فرصة لتغير وضعه. أما الهوة المثبتة فهي هوة اليأس...
إذ هو شاعر أنه لا رجاء له. أما أبونا ابراهيم فله رجاء في الخلاص. ولذلك تنطبق عليه عبارة "فرحين في الرجاء" (رو12: 12)... وهنا لعلنا نسأل عن المعنى الرمزي أيضًا لقول الغنى " لأن لي أخوة خمسة" (لو16: 28).