رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو نوع تعبك؟ إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين مُكثرين في عمل الرب كل حينٍ، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب ( 1كو 15: 58 ) التعب هو الطابع المميز للجنس البشري «الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام وشبعان تعبًا» ( أي 14: 1 )، وكما قال موسى: «أيام سنينا هي سبعون سنة، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة، وأفخرها تعب وبلية» ( مز 90: 10 ). إلا أن هناك نوعين من التعب مختلفين كل الاختلاف، يختلفان من حيث الدافع لهما، ويختلفان في الناتج من ورائهما. أولاً: التعب الباطل. هذا النوع من التعب هو تعب الإنسان الطبيعي، تعبٌ غرضه الحصول على المزيد من أمور هذا العالم، هو تعب مَن يواصلون السعي نحو الغنى والجاه، أو حتى مَن يكدحون وراء لقمة العيش، يقول عنه الكتاب: «باطلٌ هو لكم أن تبكروا إلى القيام، مؤخرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب» ( مز 127: 2 )، ويقول الحكيم أيضًا: «ثم التفتُّ أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذا الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس» ( جا 2: 11 ). ثانيًا: تعب غير باطل. هذا التعب هو تعب أولاد الله الأحباء على مرّ العصور، تعبٌ نابع من محبتهم للمسيح، وغرضهم فيه أن يتمجد الله. إنه تعب مُقدَّر وكريم في عيني ربنا المعبود. وأمثلة لهؤلاء الذين تعبوا لأجل الرب، مَنْ قال عنهم الرسول بولس: «مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا ... تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب ... برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب» ( رو 16: 6 ، 12)، وعن آخرين يقول أيضًا: «ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبّرونكم في الرب وينذرونكم» ( 1تس 5: 12 )، وهناك الشيوخ الذين يتعبون في الكلمة والتعليم ( 1تي 5: 17 ). أما بولس نفسه فما أكثر أتعابه لأجل الرب، فقال عن نفسه: «أَ هم خدام المسيح؟ أقول كمختَلّ العقل، فأنا أفضل، في الأتعاب أكثر» ( 2كو 11: 23 )، «بل أنا تعبت أكثر منهم جميعهم» ( 1كو 15: 10 ). من أجل ذلك يشجعنا الرسول بالقول: «إذًا يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين، غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» ( 1كو 15: 58 ). عزيزي القارئ، دعني أسالك: ما هو نوع تعبك؟ هل هو التعب الباطل؟ أم أن تعبك ليس باطلاً في الرب؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|