ألا يليق بنا جميعا أن نشكر الله، لأنه خلق الإنسان في اليوم السادس، وأعد كل شيء لراحته قبل خلقه.. فخلق قبل ذلك السماء، وزينها بالشمس والقمر والنجوم، وأوجد النور والضياء، وأعد كل قوانين الفلك التي تربط علاقات الطبيعة في هذا الكون العجيب، ونظم الأمور الخاصة بالهواء والحرارة والأمطار. كما خلق النبات والحيوان، والكائنات الحية الأخرى سواء على الأرض، أو في الجو أو في البحر، وأوجد للإنسان طعامه قبل أن يخلقه. بل خلق له متعا من جمال الطبيعة من جمال الورود والأزهار، وتغريد البلابل والأطيار، وجمال الحدائق والأزهار.. وبعد أن أعد الله كل سبل الراحة، خلق الإنسان.
فمن من الناس يشكر الله على هذه الطبيعة، في كفايتها وفي تنوعها وفي جمالها؟! إن الكنيسة المقدسة تعطينا هذا التدريب الروحي، في الصلاة الشاكرة العارفة بالجميل، التي يقول فيها الأب الكاهن في القداس الغريغوري (أقمت السماء لي سقفا، وثبت لي الأرض كي أمشى عليها،من أجلى ألجمت البحر. من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان.. لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك..)