مَن لا يلتمس الوداعة، بوعي وثبات، يقع، بيسر، في الوضاعة!. وللوضاعة مسار!. الوضعاء حقيرو النّفوس مهما بدا مظهرهم برّاقًا، وحُسبوا مقتدرين، واستبانوا جذّابين!. هؤلاء، بعامّة، هم نماذج القوم النّاجحين في هذا الدّهر لنفوسهم الحيّالة!. يأتونك شرسين، ويأتونك مهذَّبين!. يأتونك أصحابَ سلطان، ويأتونك ممالقين تافهين!. خبراء في المداهنة!. حسّاد!. مراؤون!. تظنّهم يودّونك، ولا يَوَدّون إلاّ أنفسهم!. بيسر يُقبلون عليك وبيسر يُدبرون عنك!. لا تعرف ما يُضمرون!. في نفوسهم كثافة لا طاقة لك على اختراقها!. يستعملونك استعمالاً، ومتى استنفدوك غادروك!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان