إننا لا ننكر أن الله الخالق العظيم حبا الحمامة بهذه الصفة الرائعة، ألا وهي الطهارة، كما أن الإنسان في الجنة كان يتمتع بحالة البراءة لا يعرف الخطية، غير أن الأمر تغيَّر حينما دخلت الخطية إلى العالم، وسرى هذا السم الزَّعاف في كل الجنس البشري. لكن ألم يمنحنا الله إمكانيات وصلاحيات جديدة تُمكننا من الحياة الطاهرة والنقية؟! ألم نحصل بالولادة الثانية على طبيعة جديدة تتوافق مع كل ما هو طاهر ومقدس؟! ألم يمنحنا الله قوة إلهية لنواجه بها تيارات العالم الفاسد والنجس، الأمر الذي أشار إليه الرسول بطرس قائلاً: «كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بط1: 3، 4).