حسب الظاهر كأن إبراهيم قد خسر أرضه وبيت أبيه وعشيرته، والتمتع بالوجود في الوسط الذي كان عائشًا فيه ( تك 12: 1 ). ولكن إذا أخذ الله شيئًا فهو يُعطي بدله ما هو أحسن وأثمن منه. وما الذي يخسره الإنسان الخاطئ الراجع إلى الله؟ وما هي خسارة الذي يترك العالم بما فيه؟ هل هناك أية خسارة؟ كلا. والإيمان يعتبر ذلك ربحًا عظيمًا، بل وكل الربح. لذا يقول الرسول بولس، صاحب الامتيازات الكبيرة: «لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي» ( في 3: 7 -10). وأيهما أفضل؟ امتيازات الشرف في العالم والتمتع بكل ما فيه، أم التمتع بالمسيح والوجود فيه إلى الأبد؟