فقال الملك ما لي ولكم يا بني صروية. دعوه يسب؛
لأن الرب قال له سب داود، ومَنْ يقول لماذا تفعل هكذا
( 2صم 16: 10 )
لكن لم يكن داود مُذنباً كما وصفه شمعي بن جيرا. إن داود لم يغتصب العرش ولم يطمع فيه، وكان بريئاً من كل ما ألصقه به شمعي من اتهامات. لكن ضميره استشعر ذنباً آخر، ولذلك اعتبر شتائم شمعي بن جيرا تأديباً من عند الرب، وكان جوابه على عرض أبيشاي بن صروية "دعني أعبر فأقطع رأسه"، أن قال له: "دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود ... لعل الرب ينظر إلى مذلتي ويكافئني الرب خيراً عوض مسبته بهذا اليوم". كان هذا الجواب دليلاً على التسليم الكامل للرب، وعلى روح الاتضاع العميق أمام الرب، روح إنسان يتابع بإحساسه الداخلي طريقاً تخططه يد الرب، بل ويعتبر شمعي مجرد أداة في يد الرب المؤدبة.