![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القس بيشوي فايق
- لماذا يستخدم الله شعبه في إقامة القضاء على شعوب أخرى، ولماذا لا يبيد الله الأشرار بضربات من السماء؟ الإجابة: العدالة والقضاء أمر حيوي لحياة البشر على الأرض. لقد عرفت البشرية أحكام القضاء لأول مرة عندما حذر الله أب البشرية آدم من مخالفة أمره قائلًا: "وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ" (تك2: 17). وعندما تعدى أب البشرية على وصية الله صدر الحكم ضده بالطرد من الفردوس، ومنذ ذلك الوقت توالت أحكام قضاء الله على مخالفات وجرائم البشر. إن الله هو القاضي العادل للمسكونة كلها، وهو الديان للبشر سواء أفرادًا أو جماعات أو شعوب كقول الكتاب: "اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. إِنْ لَمْ يَرْجعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا" (مز7: 11- 12). فيما يلي نشرح حكمة الله العالية في قضائه، وأسباب تنوع أحكام القضاء الإلهي، ثم نوضح لماذا فوض الله البشر في أعمال القضاء؟ ولماذا يقضي الله بأحكام مباشرة على الأشرار أحيانًا؟ ثم أخيرًا نشرح لماذا استخدم شعبه إسرائيل لتنفيذ حكمه بطرد سكان كنعان الأشرار؟ أولًا: الله الحكيم في جميع أعماله * الحكمة ضرورة يتصف الله بالحكمة الفائقة كشهادة الكتاب القائل: "هذَا أَيْضًا خَرَجَ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْجُنُودِ. عَجِيبُ الرَّأْيِ عَظِيمُ الْفَهْمِ" (إش28: 29). أما الحكمة فتقتضي استعمال أساليب وأدوات مناسبة لإتمام أي عمل. لقد أتخذ الوحي الإلهي من الفلاح الذي يستعمل أساليب مختلفة في زراعة المحاصيل مثالًا لذلك، بقوله: "هَلْ يَحْرُثُ الْحَارِثُ كُلَّ يَوْمٍ لِيَزْرَعَ، وَيَشُقُّ أَرْضَهُ وَيُمَهِّدُهَا؟ أَلَيْسَ أَنَّهُ إِذَا سَوَّى وَجْهَهَا يَبْذُرُ الشُّونِيزَ وَيُذَرِّي الْكَمُّونَ، وَيَضَعُ الْحِنْطَةَ فِي أَتْلاَمٍ، وَالشَّعِيرَ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ، وَالْقَطَانِيَّ فِي حُدُودِهَا؟ فَيُرْشِدُهُ. بِالْحَقِّ يُعَلِّمُهُ إِلهُهُ. إِنَّ الشُّونِيزَ لاَ يُدْرَسُ بِالنَّوْرَجِ، وَلاَ تُدَارُ بَكَرَةُ الْعَجَلَةِ عَلَى الْكَمُّونِ، بَلْ بِالْقَضِيبِ يُخْبَطُ الشُّونِيزُ، وَالْكَمُّونُ بِالْعَصَا. يُدَقُّ الْقَمْحُ لأَنَّهُ لاَ يَدْرُسُهُ إِلَى الأَبَدِ، فَيَسُوقُ بَكَرَةَ عَجَلَتِهِ وَخَيْلَهُ. لاَ يَسْحَقُهُ" (إش28: 24- 28). * معان ورسائل وراء أساليب أحكام الله وقضائه لا توجد طريقة واحدة في تتميم أحكام القضاء عند البشر، فعلي سبيل المثال قد يُحكَمْ على القاتل بالإعدام شنقًا. أما من يخون وطنه فيحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، ذلك لأنه خان الوطن، ولهذا يعامل معاملة الأعداء الذين يُقتَلون بالسلاح الناري، وهكذا أيضًا ينتقم الله من فاعلي الشر بطرق مختلفة حسب حكمته. * تنوع أحكام قضاء الله على الأشرار تتنوع أساليب وأحكام قضاء الله وفقًا لحكمة الله العالية، ومن أمثلة ذلك غرق العالم القديم بعد فساده بالطوفان، حرق مدينتي سدوم وعمورة بالنار، التأديب عن طريق الحرب مع أمة شرسة، وأيضًا التأديب بالسبي. وقد أدب الله أيضًا الزناة من شعب إسرائيل بانتشار الوباء بينهم في واقعة "بعل فغور". إن القضاء الإلهي يشهد لحكمة الله العالية. ثانيًا: أمثلة تشهد لحكمة قضاء وأحكام الله 1) القضاء بنفس نوع الجرم قضاء الله بمعاقبة المجرم بما فعله، كما هو الحال عند حكم الناموس بقتل القاتل، قد تدفعه لتخيل معاناة من يجرم في حقه؛ فيمتنع عن إتمام جريمته. لقد قرر الرب يسوع المسيح له المجد هذا المبدأ الهام في معاملات البشر مع بعضهم بعضًا، بقوله: "وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ هكَذَا" (لو6: 31). 2) تأديب الأشرار بما اشتهوا من شرور يحذر الله، ويؤدب الإنسان حتى لا ينساق وراء شهوات قلبه الرديئة، لكنه إذا أصر على عناده يتركه الله لينال شهوة قلبه، لعله يدرك من خلال نتائج شره مرارة ما اشتهاه من شرور؛ فيتوب. لقد ترك الأب ابنه الأصغر في مثل الابن الضال يتذوق مرارة نتيجة اختياره، ولما لم يحتمل عاد إلى رشده، ورجع تائبًا ليرتمي في أحضان أبيه. وقد رفض شعب اليهود الحياة المقدسة المملوءة من نعمة وبركات الله، واشتهوا أن يحيوا في الفساد، الذي كانت الشعوب الوثنية المحيطة بهم منغمسة فيه. لقد رفضوا نعّم وسلام الله كقول الكتاب: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ، وَسُرَّ بِرَصِينَ وَابْنِ رَمَلْيَا" (إش8: 6). ولهذا أسلمهم الله لأيدي الأمم (بابل - آشور- اليونان- الرومان) الذين تمثلوا بشرورهم؛ فسبوهم، وأذلوهم بعبودية مرة، حتى كرهت نفوسهم حياة الأشرار. * تأديب الأشرار المعاندين في كنيسة العهد الجديد بما اشتهوا حكمت الكنيسة في العهد الجديد على المهرطقين والأشرار جاحدي الإيمان بتركهم لشهوات قلوبهم. لقد قرر الرسول العظيم بولس حرمان خاطئ مدينة كورنثوس المُصر على خطئه من شركة الكنيسة، وهكذا فقد الحماية الإلهية، وأصبح عُرضةً لشر الشيطان، الذي أطاعه، كأمر الرسول القائل: "أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (1كو5: 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|