احذر الغضب

[بشرى النهيسى]

احذر الغضب | من أقوال مارأوغريس الراهب:-

نحن نساعد الشياطين في تحقيق أهدافها وكل مشوراتها الخبيثة، مساعدة عظيمة، عن طريق انفعالاتنا وتهيجنا (الغضب)، متى حدثت بطريقة تخالف الطبيعة (أي تحدث في غير الهدف الموضوعة له).

لذلك فإن الشياطين لا تترك أية فرصة لكي تقاتلنا بالليل والنهار. فإذا ما رأتنا أننا نقيدها بواسطة التواضع، تحل هذه القيود (التي للتواضع) بأن تبث فينا أي إدعاء يبدو في المظهر صحيحًا، فإذا ما ثارت نفوسنا تجد الفرصة لزرع أفكارها البهيمية فينا. لذلك يلزمنا ألا نثير هذه المشورات والرغبات في داخلنا، سواء بأسباب صحيحة أو غير صحيحة، حتى لا نعطى (للشياطين) التي تحرضنا على الشر سلاحًا خطيرًا.

لكنني أعلم أن كثيرين يفعلون هذا (أي يثورون) لأتفه الأسباب، فيصيرون مشتعلين (بالغضب) غير مبالين بما هو لنفعهم.

اخبرني لماذا يحدث هذا؟ هل كنت تأخذ الموقف الثائر (الهيجان والغضب) لو أنك تزدرى بالطعام والمال والشهرة؟!

لماذا تطعم الكلب (أي الجسد) إن كنت قد تعهدت ألا تقتنى شيئًا؟!

أليس في نباح الكلب وهجومه على الناس كشف على أن بداخلك شيئًا تريد الاحتفاظ به؟!

إني واثق أن مثل هذا الإنسان (الذي يغضب بسبب انشغاله بشيء في داخله) بعيد عن الصلاة النقية، لأنه معروف أن الغضب يفسد مثل هذه الصلاة.

إني أعجب كيف ننسى أقوال القديسين، فداود النبي يصرخ قائلًا: "كف عن الغضب وأترك السخط" مز 8:37، . والرسول يأمرنا أن تُرفع في كل مكان أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال (1 تى 8:2). وقد كانت العادات القديمة تحتم أن يطرد الإنسان الكلاب عن البيت أثناء الصلاة (أو عن مكان الصلاة)، لأن هذا يعنى رمزيًا طرد الغضب أثناء الصلاة؛ بل زعم أحد الحكماء الوثنيين أن الآلهة لا تأكل الصفراء (المرارة) أو عظام الفخذ. وأنا لا أظن أنه كان يفهم ما يقوله، لكن في رأيي أن الصفراء تشير إلى الغضب، وعظام الفخذ إلى الشهوات.