لذا المعرفة الحقّ لا تأتيك فهمًا بل ودادٌ وخبرةُ وداد!. الحكاية أنّ حياتك ليست منك، تعطاها عن محبّة!. ليست غاشمة!. تردّك دائمًا إلى معطيها، ومعطيها ليس بشرًا!. البشر يمرِّرونها!. معطيها ربُّك، من وعي لأنّه كائن، ومن محبّة لأنّه محبّة!. من هنا كون الإنسان قلبًا من قلب، على الصّورة والمثال!. أمّا أنت في ذاتك فحياتك من عدم!. هي لك ما دام ربّك إليك وأنت إليه!. هكذا كان آدم وحوّاء في الفردوس!. في ذاتهما عدميّان، لكن وهج وجه ربّهما انبثّ فيهما دفءَ حياة، طالما أطاعا!. الطّاعة من المحبّة!. تبدأ خوفًا وتكمل بديهةً!. ومتى صارت بديهةً زال الخوف!. المحبّة تطّرح الخوف إلى خارج!. من ذا تأتي المعرفة الحقّ!. ومن ذا يأتي المعنى، وكلّ ما عداه عبث!.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسيّ، دوما – لبنان