لذا، الألم والموت كانا أجرة الخطيئة، ولكن، من اختراع النّعمة، في آن معًا!. من محبّة الله بمعنى!. فلأنّ الإنسان لم يشأ أن يبقى عشير الله، بالطّاعة، استحسن الله أن يأتي بالإنسان إلى الطّاعة، ومن ثمّ إلى المحبّة، بالإيمان، أي بالثّقة والتّسليم، المتأتِّيَين، من شعوره العميق بالحاجة إلى سند لأنّه مسمَّر على الألم والموت، ومن رحمة الله، في آن معًا!. شعور الإنسان بالضّعف والعجز، في الحال الّتي آلَ إليها، بعد السّقوط، بات ضرورة، لا بل حاجة روحيّة أحشائيّة، وإلاّ لا يرجع ولا يخلص!. ليس في الأمر اقتصاص بل علاج!. ضعف الإنسان بالألم والموت، وعجزُه بإزائهما، خبرهما الرّبّ يسوع، في هذا السّياق، دون الخطيئة، وكرّسهما للبَرَكة والتّنقية والتّقديس بجسده!.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسيّ، دوما – لبنان