لذا مَن تألّم للبرّ أو مَن اتّخذ الألم مجالاً للبرّ، أي، عمليًّا، مَن ارتضى الموت، طوعًا من أجل الملكوت، قَبْل موت الجسد، فإنّه في الغبطة يقيم!. بكلام سِفر الرّؤيا: طوبى للأموات الّذين يموتون في الرّبّ منذ الآن… لكي يستريحوا من أتعابهم!.
كلّ الحكاية تحكيها صليبًا وقيامة!. لا عقل يدرك ما بينهما!. كيف تجمع الضّدّ إلى ضدِّه؟ أنّى لك أن تموت لتُحيا؟!. إفراغ الذّات كيف يصير شرطًا لامتلائها؟!. أن تفتقر لتصير غنيًّا، أن تتخلّى عن “أناك” لتقتنيها، أن تضع ذاتك لترتفع!. ليست هذه لغة المنطق، ولا هذا نسق التّحليل والتّركيب، ولا هكذا يتكلّم مَن يحصرون أنفسهم في هذا الدّهر!. الذّئب هنا يفترس الخروف، فكيف للخروف أن تكون له الغلبة؟!. ولكن الجالس على العرش حَمَلٌ ذبيح!.
الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسيّ، دوما – لبنان