منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 12 - 2021, 07:42 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

القمص تادرس يعقوب ملطي


هل يجتنون من الشوك عنبًا
[*]هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيّدة. وأما الشجرة الرديَّة فتصنع أثمارًا ردية. لا تقدر شجرة جيّدة أن تصنع أثمارًا رديَّة. ولا شجرة رديَّة أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيّدًا تُقطَع وتُلقَى في النار. فإذًا من ثمارهم تعرفونهم



لنحذر جدًا في تفسيرنا لهذه العبارة، لئلا نظن وجود طبيعتين مختلفتين للشجر، أحداهما تنتمي إلى الله والأخرى لا تنتمي إليه، هذا خطأ في التفسير سبق لي أن عالجته في كتبي الأخرى وبخاصة عند الرد على أتباع ماني. وإنني سأوضح كيف أن هاتين الشجرتين لا تؤيدان معتقدهم:

أولًا: من الواضح أن رب المجد يتحدث عن البشر لا عن الطبيعة البشرية...

ثانيًا: إن الهراطقة يهتمون بالقول "لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة" وبهذا يظنون أنه لا يمكن لإنسان شرير أن يصير صالحًا ولا الصالح أن يصير شريرًا، مع أن المسيح لم يقل "لا تقدر شجرة جيدة أن تصير رديئة ولا رديئة أن تصير جيدة" بل قال "لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارًا جيدة". فالشجرة هي روح الإنسان وثمارها هي أعماله. وبذلك لا يستطيع إنسان شرير أن يصنع أعمالًا صالحة ولا الصالح أعمالًا شريرة. فإن أراد الشرير أن يصنع أعمالًا صالحة فيصير أولًا صالحًا. وهذا ما يقوله رب المجد نفسه في عبارة أخرى بأكثر وضوح "اجعلوا الشجرة جيدة أو اجعلوها رديئة" (مت33:12، 34) فلو قصد رب المجد وجود طبيعتين بشريتين أحداهما شريرة والأخرى صالحة لما قال "اجعلوا" لأنه مَن مِن البشر يستطيع أن يخلق طبيعة بشرية؟! كذلك نجده أضاف قائلًا "يا مرائين كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرارًا!!" فطالما كان الإنسان شريرًا لا يستطيع صنع الأعمال الصالحة وإلا لما كان شريرًا. لذلك قيل بحق إن الثلج لا يمكن أن يسخن وأما إذا سخن فلا يعود بعد ثلجًا بل ماء. هكذا يمكن للشرير أن يتحول عن كونه شريرًا ولكنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنع شيئًا صالحًا طالما هو شرير.

غير أن الشرير أحيانًا يكون نافعًا، ولكن نفعه هذا ليس من ذاته. مثال ذلك قيل عن الفريسيين "كل ما قالوا لكم أن تحفظوهُ فاحفظوهُ وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا" (مت3:23). فهم يتكلمون بأشياء صالحة، فكل من يصغى إلى كلماتهم ويعمل بها يستفيد. ولكن هذه الفائدة ليست نابعة منهم بل كما يقول "على كرسي موسى جلس". فهم يعلمون بالعناية الإلهية تعليم الشريعة، ويستطيعون أن يفيدوا من يصغون إليهم رغم عدم استفادتهم هم شخصيًا وقد تحدث النبي عن هذا الأمر قائلًا "زرعوا حنطة وحصدوا شوكا" (إر13:12). لأنهم يعلمون الصلاح ويصنعون الشرور. فمن ينصت ويصنع بقولهم لا يجتني عنبًا من الشوك وإنما يجتني عنبًا من الكرمة بواسطة الشوك. وذلك كمن يقطف عنبًا خلال السياج أو كمن يجتني العنب من كرمة التفت حول الشوك. فالثمرة ليست من الشوك بل هي ثمرة الكرمة.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حصرمًا لا عنبًا (اش 5: 1- 7)
‏أولئك الذين يخبئون الزهر في كلماتهم
السيرافيم يخبئون وجوههم بأجنحتهم من أجل عظمة لاهوته (اش 6: 2)
إن كان الشوك الذي في الورد يؤلمنا فالورد الذي في الشوك يعزينا
ووقع بعضه على الشوك فطلع الشوك وخنقه


الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024