رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عربون الحياة السماوية المُقامة | من أقوال الأنبا مرقس الناسك في
سعادة الأبرار التي ينالونها في القيامة هي في السماء. ولكن عربون هذه السعادة وباكورتها يظهر أثره الروحي من الآن في قلوب المؤمنين. فإذ لنا شهادة عن المستقبل، يلزمنا أن نتخلى عن كل الحاضر ونحب الله حتى الموت. من أجل ذلك لا يقول الرسول: "ستأتون" بل قال: "قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحيّ أورشليم السماوية" (عب 22:12). صار لنا نحن جميعًا هذه الإمكانية بالمعمودية، لكن الذين ينالونها فعلًا هم الذين لهم إيمان راسخ، ويموتون كل يوم من أجل حب المسيح، أي الذين ارتفعوا فوق كل تفكير يخص الحياة الحاضرة، غير مفكرين سوى كيف يبلغون إلى كمال حب المسيح، والقديس بولس يطلب هذا فوق كل مطلب، قائلًا: "أسعى لعلى أدرك الذي لأجله أدركي أيضًا المسيح يسوع" (في 12:3)، أي أن أحب المسيح كما أحبني هو. ولما أدرك (بولس) هذا الحب الذي كان يسعى إليه، لم يعد يعبأ بفكر آخر: سواء يخص أحزان الجسد أو عجائب الخليقة، إنما هجر كل المنظورات قائلًا: "من سيفصلني عن محبة المسيح" (رو 35:8). وهكذا لم يعد يرغب أن يفكر في شيء، سوى أن يستوطن هناك (في القلب، في حب المسيح). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|