رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صراع حتى الفجر «فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ» ( تكوين 32: 24 ) ليلة أخرى تاريخية في حياة يعقوب، بعد ليلة حلم بئر سبع (ص28). وكان الصراع مع الملاك في تلك الليلة يلخص كل تاريخ يعقوب حتى تلك الليلة الفاصلة «وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ». والعبارة الأخيرة “حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ” تُصوِّر لنا بطء قلوبنا في التعلُّم، وعناد الجسد ورعونته، وصبر مُعلِّمنا وطول أناته. لقد كان يعقوب يريد دائمًا أن يحصل على البركة بمجهوده وذكائه، وبالتالي كان دائمًا في صراع مع الله. لكنه اكتشف هنا أن «لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ» ( 1صم 2: 9 ). ماذا يمكن أن تفعل قوة الإنسان ضد قوَّة الله؟ حركة واحدة فقط من الله (ع25) وصارت قوَّته لا شيء. عندئذ نزع يعقوب الثقة في ذاته، وتعلَّم ذلك الحق الأساسي في حياة كل مؤمن: «لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» ( 2كو 12: 10 ). وإذ وصل يعقوب إلى معرفة ذاته، فقد أمكنه أن يغلب بالإيمان قائلاً: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي» (ع26؛ هو12: 4). ويا لها من نصرة عن طريق الصلاة! كانت بركة ليعقوب أن يُدعى اسمه “إسرائيل” ـ اسم له مكان هام في مقاصد الله، وفي الكلمة، وفي التاريخ. هذا الاسم الذي يكلِّمنا عن المسيح الغالب “أمير الله”، إسرائيل الله الحقيقي. لن ينسى يعقوب أبدًا هذا المكان “فَنِيئِيل”. وعصاه التي سيتوكأ عليها من الآن فصاعدًا ستذكّره به. صحيح في هذا المكان انخلع حُقّ فخذه، ولكن روحه تحررت ( رو 7: 24 ، 25). و“فَنِيئِيلَ” معناها “وجه الله”. حتَّى الآن كان يعقوب يعرف فقط “بيت إيل”، أي بيت الله، والآن تقابل وجهًا لوجه مع الساكن في هذا البيت! ولقد «أَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ». سبق أن غربت الشمس في حياته ( تك 28: 11 )، ودخل بعدها في ليل طويل، بعيدًا عن الأرض وعن الرب؛ ولكن بنهاية الاغتراب عند لابان، ورجوعه إلى أرض الموعد، وللعلاقة والشركة مع إلهه، أشرقت له الشمس من جديد! . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صراع عند الباب |
صراع الأقوياء ! جزء 1 |
صراع الأقويــاء ! |
+*صراع الاقوياء |
البديل تضبط "الفجر" متلبسة بسرقة المواد الخدمية والإخبارية حتى رسالة من موقع البديل إلى بوابة الفجر |