رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مِنطَقَة الحَقِّ «فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ» ( أفسس 6: 14 ) من المُسلَّم به أنه لا يوجد حق كامل في العالم إلا كلمة الله، أما بعيدًا عنها، فلا يوجد إلا الشكوك والظلام والجهل والانتفاخ. وأيضًا توجد أفكار عقل الإنسان الذي لا يزيد عن كونه مخلوقًا. أما كلمة الله، فهي الإعلان عن الحق، وبالتالي فهي تضع كل شيء في مكانه الصحيح. إنها تُخبرنا عن الله كما هو مُعلن في المسيح، وعن محبته للعالم المسكين الهالك. كما تُخبرنا عما هو الإنسان، وما هو الشيطان، وما هي الخطية. كما أنها تُخبرنا عن دينونة الله للخطية ومحبته للإنسان الخاطئ. كل هذا مُعلَن في كلمة الله. لكن الإنسان لا يستطيع أن يحتمل ذلك الحكم الأدبي عليه، والذي يجعله يتضع أمام الله كخاطئ هالك، إلا بالخضوع لعمل الروح القدس الذي يغرس الكلمة في القلب. إن كل مَن يسمع كلمة الله ويؤمن بها، يجد فيها ما يُريح ضميره ويُشبِع قلبه. ففيها يجد المُخلِّص الذي مات لأجله، ويتعلَّم الكثير عنه بإرشاد الروح القدس الساكن فيه. أما معنى منطَّقة الأحقاء بالحق، فهو تطبيق هذه الكلمة الحية على القلب والضمير، مما يجعل الإنسان الباطن خاضعًا تمامًا لتعليم هذه الكلمة. وكلنا نعرف أن الأحقاء هي ذلك الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى الشد والتقوية في الصراع والعمل. وحيثما تحدث الكتاب المقدس عن الأحقاء المُمنطقة، نجد أن الحديث يتعلق بالصراع أو تدريبات القلب «اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُلٍ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي» ( أي 38: 3 ). وحينما تكون الأحقاء مًمنطقة أو مشدودة بالحق، تكون العواطف مُخضعة والإرادة مكسورة، وبذلك يُصبِح أسلوب الإنسان بأكمله أسلوب الثبات والحزم. وعندما يسير في طريقه بعد ذلك، ويجد نفسه مُحاطًا بالأشياء الجسدية التي ينجذب إليها القلب الطبيعي، فإنه يجد أن “الحق” قد حكم على تفاهة هذه الأشياء في نظر الله، وفي نظره أيضًا كمؤمن، والنتيجة أنه يرفضها رفضًا قاطعًا ( تك 39: 9 ؛ دا1: 8). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|