في كل جيل وعصر يوجد وجهان للتجربة التي يتعرَّض لها الإنسان من قِبَل الشيطان. هذان الوجهان هما: الوعيد والوعد، أو الرهبة والرغبة، أو الاضطهاد والإغراء. والشيطان يتشكل طبقًا لهذين الوجهين. فتارة يأتي كالأسد ويزأر بالوعيد، وتارة أُخرى كالحيَّة ليخدع بالوعد. على أن يوسف تعرَّض للوجهين. في الأول كان كالصخر ولم يتحطم أمام بغضة الإخوة والأحباء والظلم والافتراء؛ وفي الثاني كان كالحديد ولم ينحنِ أمام غواية الحيَّة وتكرار التجربة.