منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 12 - 2021, 04:01 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

- القس بيشوي فايق
"وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ" (2تس2: 11). في النص السابق يذكر الوحي الإلهي صراحة أن الله سيرسل للناس عمل الضلال؛ فهل يتفق هذا مع صلاح الله؟! وإن كنا نؤمن بصلاح الله المطلق فكيف يرسل الله الصالح عمل الضلال، وهو قدوس لا يعرف شرًا؟



الإجابة:

يشهد الوحي الإلهي في مواضع عديدة في الكتاب المقدس عن صلاح الله. أما ما يُثيره المغرضون من تشكيك في معاني بعض نصوص الكتاب فسببه السطحية، وعدم التعمق في دراستهم للكتاب. إن الكتاب وحدة واحدة، وهو يشرح نفسه بنفسه. سنتناول فيما يلي الإجابة على سؤالنا هذا في عدة عناصر رئيسة تشمل: أولًا: شهادة الكتاب لصلاح الله، وثانيًا: شر الشيطان وتجاربه الموجهة نحو بني البشر، وثالثًا: إرادة الإنسان واشتياقات قلبه التي تجلب له الحياة أو الموت، وأخيرًا نشرح النص موضوع التساؤل.



أولًا: الكتاب المقدس يشهد لصلاح الله:


●الله الصالح الأمين في حبه للبشر:
الله قدوس وصالح، ومُنَزَّه عن الشر والضلال، لأنه الحق ذاته كقول الكتاب: "الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ. الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ" (مز89: 14) إن الله الصالح لا يمكن أن يُضل أحدًا، لأنه على الدوام يهتم، ويرعى البشر، ويرشدهم للحق ولما فيه خيرهم، كقول الكتاب: "اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ. يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ. كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ" (مز25: 8-10).



●الله حافظ شعبه:
الله أمين في حبه للإنسان، وهو يحفظه لكي لا يؤخذ في الشر كقوله: "يَا مُحِبِّي الرَّبِّ، أَبْغِضُوا الشَّرَّ. هُوَ حَافِظٌ نُفُوسَ أَتْقِيَائِهِ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ" (مز97: 10). وأيضًا قوله: "لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى. لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ. الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ" (مز121: 3- 7).



●الله ينقذ المتكلين عليه:
لا يكتفي الله الصالح مُحب البشر بحفظ أحبائه، لكنه ينقذهم أيضًا من المؤامرات والشرور الرديئة، التي توشك أن توقع بهم نتيجة لضعفهم، وجهلهم بها كقول الوحي الإلهي: "يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّكَ قُلْتَ: "أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي". جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ" (مز91: 7- 11). إنه الله الحنون الذي يخرج عبيده من التجارب الصعبة، كقول المرنم: "عَيْنَايَ دَائِمًا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ هُوَ يُخْرِجُ رِجْلَيَّ مِنَ الشَّبَكَةِ" (مز25: 15).


ثانيًا: شر الشيطان، وتجاربه الموجهة نحو بني البشر:


●الشيطان ينصب على الدوام الفخاخ لبني البشر:
إن البشر جميعهم بلا استثناء هدفٌ يُصوبُ نحوه العدو الشيطان سهامه الشريرة، ولذلك فهو يحبك نصب الفخاخ والتجارب المؤذية لبني البشر، لأنه المجرب عدو الخير. لقد أكد الوحي الإلهي تلك الحقيقة حين كشف لنا عن تجربته لابن الله القدوس الرب يسوع قائلًا: "فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: "ِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا" (مت4: 3). فيما يلي بعض الصفات التي أطلقها الوحي الإلهي على الشيطان، والتي تبين مدى قسوته وتجبره وتربصه ببني البشر:



●المضل للعالم كله
وصف الوحي الإلهي الشيطان إبليس الشرير بأنه المجرب والقتَّال للناس منذ البدء وأيضًا المضل للعالم كله كقوله: "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ" (رؤ12: 9). وأيضًا في قوله: "لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ3: 10).



●الحية المتحوية (الملتوية):
سمى الوحي الإلهي الشيطان (بسبب كثرة مكره) الحية المتحوية: أي (الملتوية) كقوله: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ" (إش27: 1). إنه يتربص على الدوام ببني البشر، ويكرس جهده، وخططه للإيقاع بهم، وهو مستعد دائمًا لقتالهم، وإهلاك الغافلين منهم. لقد حذر معلمنا بطرس الرسول من شر إبليس قائلًا: "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1بط5: 8).



●التنين والوحش القرمزي:
لقب الكتاب أيضًا الشيطان بالتنين، وأيضًا الوحش، ذلك لقدرته الهائلة. هو روح، وقد خلقه الله وله قوة الملائكة، وهو يستخدم قواه في الشر، بينما الإنسان الجسداني محدود في قدراته، ولكن الله ضابط الكل يجمح، ويمنع شره.


ثالثًا: إرادة الإنسان واشتياقات قلبه تجلب له الحياة، أو الموت:
لا يقدر الشيطان أن يؤذي الإنسان دون أن يوقعه في الخطية، والتعدي، كقول الكتاب: "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ" (يع14:1). إن الشيطان ليس له حرية أن يضر كل أحد حسبما شاء، لكنه يتحين، ويتربص انتظارًا لفرصة مواتية للضرر ببني البشر، ولكن لماذا يَضلُ البعض ويَسقطُ؟ ولماذا يَنجو البعض؟ هذا ما نوضحه في النقاط التالية.




●يعطيك الرب حسب قلبك:
إن شهوة قلب الإنسان تحدد مصيره، ولذا أكد الكتاب أهمية إرادة وشهوة قلب الإنسان في تحديد ما يصيبه من خير، أو شر قائلًا: "لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ..." (مز20: 4). لقد امتلأ قلب بطرس الرسول بحب الرب فلم يطق أن يبقى في الخطية، لكنه تاب سريعًا كقوله للرب: "... يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "ارْعَ غَنَمِي" (يو21: 17). أما يهوذا فقد ملأ قلبه حب المال فتمت فيه النبوءة القائلة: "وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ" (مز109: 17).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رسالة بولس الرسول الى العبرانيين 9 : 15 وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ
رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 9 : 15 وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ
هذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ
هذَا هُوَ عَمَلُ الله
"قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُمَجِّدَ اللهَ بِهَا


الساعة الآن 12:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024