نحن نؤمن بالبركة مع أنها لا ترى، ونسعى إلى طلبها ونواها. ونأخذها من أيدي الآباء والأمهات ومن الآباء الكهنة ومن كل رجال الله المباركين. ونعرف تمامًا أن ابرآم كان بركة للعالم حسب قول الرب.
وأن يوسف الصديق كان بركة في بيت فوطيفار وبركة في كل أرض مصر، وأن إيليا النبي كان بركة في بيت أرملة صرفة صيدا.. نقول هذا كله، ونحن لا نستطيع وضع معنى محدد للبركة، فهي أوسع بكثير من الألفاظ المحدودة.
وهي أمر لا يرى. نرى ثماره فقط. ولكن البركة نفسها. من يستطيع أن يراها وبشخصها؟! كيف سرت البركة من يد السيد المسيح إلى الخمس خبزات والسمكتين، فصار هذا الطعام البسيط كافيًا لعدة آلاف من الناس، وفاض عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة؟
كيف حدث هذا الأمر؟ وما نوعيته ومفعوله وبالضبط.. كلها أمور لا ترى.