« كان لا بد ليعقوب، قبل الحصول على البركة، أن تنكمش أنانيته وتنهار. كان يجب عليه أن يواجه – بشجاعة – الخطية والعار المُحيطين بشخصيته. ويسأله الله: «مَا اسمُكَ؟»، فيُجيب: «يَعقُوبُ». المُغتصب المُحتال، يعترف الآن باغتصابه واحتياله، وقد أصبح تائبًا منكسر القلب، وكان اعترافه الخلاصة المُقطَّرة لحياة كلها فشل. والصِدق والإخلاص يُبشـران دائمًا بمجيء البركات. ويعقوب يقف الآن على أرض ثابتة ليواجه الله، وبالنسبة إليه فإن ”فَنِيئيل“، وتعني ”وجه الله“ كانت تعني أيضًا الاعتراف بخطيته وضعفه الكُليين. كان لسان حاله في تلك الساعة الرهيبة: «نظَرتُ اللهَ وجهًا لوَجهٍ، ونُجِّيَت نَفسي» (ع30). لكن في ”فَنِيئيل“ أيضًا نال يعقوب وعدًا ببركة جديدة: «لاَ يُدعَى اسمُكَ فِي ما بَعدُ يعقُوبَ بل إِسرَائيلَ» - أي أميرًا لدى الله - «لأَنَّكَ جاهَدتَ معَ الله والنَّاس وقَدِرتَ» (ع28). انتصـر يعقوب عن طريق التسليم. استطاع الله أن يكسـر قساوته. ويقول هوشع: «جاهَدَ معَ المَلاكِ وغلَبَ. بكَى واستَرحَمَهُ» ( هو 12: 4 ).