- أ. حلمي القمص يعقوب
- لماذا اختار السيد المسيح موت الصليب بالذات؟
ج: اختار السيد المسيح موت الصليب لأسباب عديدة نذكر منها الآتي:
ترك لعدو الخير اختيار أصعب الميتات وأشنعها
ليُظهر محبته اللانهائية لنا
للصليب وجهان هما قساوة الإنسان ومحبة اللَّه
الصليب له وجهان هما نصرة المسيح وهزيمة الشيطان
ليس من اللائق أن يُذبَح المسيح وهو مُلقىَ على الأرض
لتكمُل النبوات
1ـ ترك لعدو الخير اختيار أصعب الميتات وأشنعها:
فلو اختار السيد المسيح طريقة سهلة لموته مثل السيف لقالوا عنه أنه هرب من أصعب الميتات إلى أسهلها، فالصليب يمثل أطول الميتات وأبشعها، حيث يتحمّل الإنسان آلامًا عظيمة لفترات طويلة، فتتمزق أنسجة وأعصاب يديه ورجليه، ويتصفّى دمه قطرة قطرة، ويُصاب الجسد بالجفاف الشديد نتيجة ما يفقده من دم وماء، ويموت المصلوب نتيجة الاختناق لعدم قدرته الحصول على الأكسجين اللازم للحياة، ولو اختار السيد المسيح الموت بالمرض على الفراش لشكُّوا في حقيقة موته، ولقالوا أنه مجرّد إغماء وليس موتًا. ويقول القديس أُغسطينوس: "لم يكن بين صنوف الموت، ما هو أبشع من موت الصليب، ولقد اجتاز المسيح أبشع موت لكي يذبح الموت وينزع عنا كل صنوفه"(167)
2ـ ليُظهر محبته اللانهائية لنا:
إنه أراد أن يقول لنا حتى لو كان الموت موت الصليب يقف عائقًا بيني وبينكم فإنني سأعبره وأجوز فيه من أجل محبتي اللا نهائية لكم.. سأشرب كأس الهوان والمذلّة والسخرية، وسأتحمّل كل العذابات الشيطانية، حتى آخذكم وأعبر بكم إلى ملكوتي.. سأُربط لكي أحل وثاقات آدم وبنيه، سأُجلد عوضًا عمن خالف الوصية وحقَّت عليه الجلدات، سأتعرض للعري لكيمـا أستـر عريكم، سأحمل الشوك على رأسي إكليلًا لأزيل لعنة الأرض.. "ملعونَة الأرض بَسبَبَك.. وشوكًا وحَسكًا تُنبت لك" (تك 3: 17، 18) سأسمح لهم بتسمير يداي عوضًا عن يد حواء التي امتدت إلى الثمرة المحرَّمة، وسأسمح لهم بتسمير قدماي حتى لا تسعى أقدامكم نحو الخطية.
\
3ـ للصليب وجهان هما قساوة الإنسان ومحبة اللَّه:
الوجه الظاهر للصليب يعكس لنا مدى قساوة الإنسان وتجبُّره وشرّه المستطير، والوجه الخفي يعلن محبة اللَّه الفائقة للخطاة والفجَّار والعصـاة "هكـذا أحَـبَّ اللَّه العالم" (يو 3: 16)، و"هكذا" = إلى ما لا نهاية..
ليتم قول السيد المسيح
ليموت علانية
لكيما يظل جسده صحيحًا
لكيما يفدينا من اللعنة
ليصالح الإنسان مع اللَّه
ليجمع تحت جناحيه الكل
لسحق الشيطان في الهواء
ليعلن مُلكِه على جميع أطراف الأرض