يسوع والجموع
آ23. وكان يسوعُ يجولُ في كلِّ الجليل ويعلِّمُ في مجامعِهم، أي في مجامع اليهود والمجامع، لا حيث كانوا مجتمعين لتقدمة الذبائح (إذ لم يكن جائزًا تقديم الذبائح إلاّ في هيكل أورشليم)، بل حيث كانوا يجتمعون خاصَّة في أيّام السبوت للصلاة المشتهرة وتفسير الشريعة الإلهيَّة والوعظ المقدَّس. وكانت المجامع كثيرة في المدن والقرى حتّى رُوي أنَّه كان في أورشليم أربعماية وثمانون مجمعًا ونيِّف. فإذًا كان المسيح يعظ لا خفية وفي الزوايا، بل جهرة في الأماكن المشتهرة المعدَّة للتعليم، ويكرز ببشارة الملكوت، يعني بالبشرى المفرحة بفتح باب الملكوت السماويّ، بواسطة موت المسيح والإرشاد إلى طريق الدخول إليه، ويشفي كلَّ مرض وكلَّ وجع في الشعب. وقد فعل المسيح ذلك إثباتًا لإنجيله وشريعته. قال فم الذهب* إنَّ المسيح "كان يكسب نفسه ورسالته اعتبارًا بوضوح آياته". ثمَّ أراد أيضًا أن يشفي النفوس بشفاء الأجساد لأنَّ الذين كانوا يشفون كانوا يؤمنون.
* * *
آ24. وسُمِعَ خبرُه في جميعِ سورية. وقدَّموا إليه جميعَ من بهم الأمراض المختلفة والمتضايقين بالعذابات المتنوِّعة والمجانين والمصروعين برؤوس الأهلَّة، أي الذين يتعاظم مرضهم أو يهجع بحسب انتقاص القمر أو إتمامه. والمخلَّعين وشفاهم. قال فم الذهب* لم يطلب من هؤلاء الإيمان به لأنَّه لم يكن أظهر قوَّته بعد. ولأنَّهم كانوا أتوا من أمكنة بعيدة فكان إيمانهم به قليلاً. وأمّا بعد ذلك فكان يطلب ممّن يشفيهم الإيمان به كما يظهر ممّا سيأتي.
آ25. وتبعَهُ جموعٌ كثيرة من الجليل ومن العشرِ المدن. أسماء هذه العشر المدن على ما روى بروكردوس* وأدريكوميوس* هي طيباريَّة وصفد وصور وشيداس وقيساريَّة فيلبُّوس وكفرناحوم وبوتابانا وبيت صيدا وكورزين وبيسان أي شيتوبولي. ومن أورشليم ومن اليهوديَّة وعبر الأردنّ، أي من المدن التي موقعُها في عبر الأردنّ (نظرًا إلى الجليل) حيث موقع العربيَّة بأقسامها الثلاثة أي السعيدة والحجريَّة والبادية. وفي جانب الأردنِّ موقع الجليل التي كان المسيح ينذر فيها حيث يوجد أيضًا جلعاد وتراخونيد أي بلاد الشقيف والآبلية.