إن سفر ناحوم بأكمله مشغول بفكرة واحدة، ألا وهي القضاء والدمار الذي سيقع على هذه المدينة، حتى أن ناحوم يستهل سفره بالقول: «وحي على نينوى».
وقد نتعجب أن نرى الكاتب الإلهي يخصِّص سفرًا بأكمله للحديث عن خراب هذه المدينة الأممية، كما نجد أيضًا صفنيا يشير في سفره إلى ذات الخراب الذي سيحل عليها (صف2: 13-15).
وقد يزول تعجبنا إذا عرفنا وضع ومركز نينوى، سواء بالنسبة لمكانتها التاريخية أو بالنسبة للرب نفسه. لم تكن نينوى مجرد مدينة عادية، بل كانت من أعظم وأكبر المدن آنذاك. (كانت مساحتها تبلغ 100- 120 كم «مسيرة ثلاثة أيام» (يون 3:3)؛ ومسيرة اليوم الواحد حوالي 33-40 كم، وتعداد سكانها أكثر من 120 ألف نسمة، فكانت بحق فخر وزينة الممالك.