منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 11 - 2021, 08:11 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب عندي سؤال (الجزء الثاني)


المَلَكَات والمواهب المتعددة المعطاة للإنسان:
وضع الله ذو العظمة والجلال في كل إنسان الكثير من المَلَكَات والمواهب الطبيعية، لتؤهله للنعيم الأبدي، وذلك بدرجات متفاوتة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. نذكر من تلك المَلَكَات والنعم على سبيل المثال لا الحصر: العقل والمنطق، والمشاعر الطبيعية التي تتأثر عند الألم، وتفرح وتسعد للخير. ومَن مِن البشر لم يَبكِ مطلقًا مهما كانت قساوته. لقد وهبنا الله طبيعة خيرة مثله، فنحن قد خلقنا على صورته ومثاله، ولذلك من المنطقي أن يجد البشر راحتهم في الله الرحوم صانع الخيرات. إن أبسط دليل يؤكد قولنا هو إجماع الناس في العالم كله على أهمية الخير والصلاح، ولذلك نجد أعتى الأشرار يتكلم بمنطق الواجب والحق وسط خاصته، ويستريح لمن يعمل معه معروفًا، ولكن الأشرار يقَّسون قلوبهم، فَيفَسِدوا مراحمهم كقول الكتاب عن قساوة شعب أدوم: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ، لأَنَّهُ تَبعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ، وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ، وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ، وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ." (عا1: 11). وصايا الله: أعطى الله وصاياه لشعبه، وأعطى أيضًا من لم تصلهم وصاياه، كارزين وشهودًا أتقياء، يعيشون وسط العالم ليشهدوا له، وكأنهم إنجيل مقروء من كل من يراهم كقول معلمنا بولس الرسول: "ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ." (2كو3: 3). إنه من المستحيل على الله خالق الكون العظيم ألا يشهد لنفسه، ثم يدين البشر. لقد أكد الكتاب ذلك قائلًا: "مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا».(أع 14: 17)؛ فالله إذًا يعلن معرفته باستمرار لسائر البشر حبًا فيهم. موهبة العقل: خلق الله الإنسان عاقلًا ناطقًا، ولذا يُمكِنه إدراك الكثير من الأمور بالاستنتاج. إن معرفة الله ظاهرة في الطبيعة تشهد لعظمة الخالق، ومن السهل على البشر إدراك ذلك، وهذا ما أكده الكتاب قائلًا:"لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ،حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ" (رو1: 20). الضمير: هو صوت داخلي، وهو حَكَمٌ عادلٌ وخِصمٌ عنيد مستعد للمقاومة. هو رفيق للإنسان على الدوام. يصرخ الضمير ضد ما هو باطل، ولا يمكن للإنسان أن يُسْكِت ضميره بسهولة، هو قادر أن يُبَكِت ويؤلم صاحبه بشدة ليبعده عن الكثير من الشرور، ويقوده للصلاح. لقد علمنا الرب أن نُرضِي ضمائرنا لئلا نقع في الدينونة قائلًا: "كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ، لِئَلاَّ يُسَلِّمَكَ الْخَصْمُ إِلَى الْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي السِّجْنِ." (مت5: 25)، ولكن ضمير الإنسان يتأثر بشره أو بقداسته، ويحتاج لتدريب وتهذيب ليصير صالحًا نافعًا لصاحبه كقول الرسول بولس: "لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ." (أع24: 16). عمل روح الله القدوس وإعلاناته: يستحيل على البشر البسطاء والضعفاء معرفة الله القدير والعظيم جدًا، لذا كان لابد لروح الله أن يعلن لنا عن الرب يسوع كقول الكتاب: "لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ:«يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ." (1كو12: 3-4). يمكننا تلخيص عمل الروح القدس في الإعلان عن الله في النقاط التالية:

1. يسكن الروح القدس في أولاد الله ليقودهم في طريق الحياة الأبدية، ولكنه أيضًا يعمل في البشر جميعًا (مؤمنين أو غير مؤمنين) ليقودهم للتوبة، ومعرفة الله. إنه يعلن بطرق كثيرة عن وجود الله وصلاحه بحسب ما يناسب كل إنسان، وهذا ما أكده الوحي الإلهي على فم سليمان الحكيم قائلًا: "أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟ عِنْدَ رُؤُوسِ الشَّوَاهِقِ، عِنْدَ الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَسَالِكِ تَقِفُ. بِجَانِبِ الأَبْوَابِ، عِنْدَ ثَغْرِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ: «لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أُنَادِي، وَصَوْتِي إِلَى بَنِي آدَمَ. أَيُّهَا الْحَمْقَى تَعَلَّمُوا ذَكَاءً، وَيَا جُهَّالُ تَعَلَّمُوا فَهْمًا" (أم8: 1- 5)

2. من يقبل إعلانات روح الله، القادرة أن تخلصه، ولو القليل منها يُزيدَه الله من معرفته أكثر فأكثر، حتى يتأصل في معرفة الرب يسوع المسيح كشهادة الكتاب: "فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ." (مت 13: 12). ولذلك لن يوجد عذر لمن يَدّعِي الجهل بالله، لأنه هو الذي رفض معرفته وأراد لنفسه الجهل به كقول الكتاب:" لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ،" (رو1: 21- 22).

3. يستخدم الروح القدس كل الإمكانيات الموهوبة للإنسان (كما ذكرنا العديد منها) لتكون لضميره بمثابة شهادة حية قوية من داخل نفسه تدفعه للتوبة والإيمان. لقد أوضح ذلك الرسول بولس قائلًا: "أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ، لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ" (رو9: 1)، ولكن ضمير الإنسان سَيَشهد عليه في يوم الدينونة، ولن يقدر أن يهرب من شهادته، أو يتناسى ما أخفاه سرًا من قساوة ومقاومة لضميره كقول معلمنا بولس الرسول: "الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً، فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ." (رو2: 15- 16).

4. يجب علي كل من يشتاق لمعرفة الله أن يَجّدُ في الصلاة بلجاجة لطلب معرفة الله، وبالتأكيد سيتعامل الله مع المخلصين الجادين في طلب معرفته، ويعلن له عن ذاته بغض النظر عن ما يعتقدوه من معتقدات خاطئة. لقد علم القديس بولس الرسول بضرورة الصلاة، والطلبة ليعلن الله المزيد عن معرفته ومجده قائلًا: "ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي، كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ" (أف: 1: 16- 17).


أخيرًا:
يشهد تاريخ الكنيسة من خلال سيرة القديس العظيم موسى الأسود عن حب الله، وإعلانه عن ذاته لطالبيه. لقد كان هذا القديس وثنيًا يعبد الشمس، ولكنه احتار متخبطًا في جهله، ولذا كان يتساءل طالبًا من الإله الحقيقي أن يعلن له ذاته، وبالفعل جذبه الله إليه، وأعلن ذاته له حتى صار قديسًا عظيمًا، وراهبًا، وأبًا من آباء الكنيسة العظام. إن السمائيين والأرضيين، وكل خليقة ستشهد وتمجد الله لعدالته في اليوم الأخير قائلة: "وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ:«عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!" (رؤ15: 3).
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنت تسأل والبابا يجيب| قداسة البابا شنودة الثالث | سؤال وجواب الجزء الثانى 2022
كتاب عندي سؤال
الجزء الثاني من الرد على شبهات كتاب الأسطورة والتراث اتهم بها اسم ايل والسيرافيم ويوسف
كتاب تاريخ البطاركه الجزء الثاني
كتاب الخدمة الروحية و الخادم الروحي، الجزء الثاني


الساعة الآن 04:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024