رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا المعمدان وحَمَل الرحمان وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه، فقال: هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم! ( يو 1: 29 ) هناك مُقابلات عديدة بين سفر التكوين وإنجيل يوحنا، ومن ضمن هذه المُقابلات أننا في تكوين 22 نجد أول ذكر للخروف في العهد القديم، ويَرِد هناك مرتين (ع7، 8). وفي يوحنا1 نجد أول ذكر للخروف في العهد الجديد، ويَرِد هناك مرتين (ع29، 36). ولقد وَرَدت الإشارة الأولى عن الخروف في تكوين22: 7 في صيغة سؤال: «أين الخروف للمُحرقة؟». وما وَرَد في يوحنا1: 29 يمكن أن نعتبره الإجابة على هذا السؤال: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم». إن سؤال إسحاق منطقي، وله علاقة به هو شخصيًا، ولكنه أيضًا روحي وله علاقة بكل المؤمنين. لقد قال إسحاق: «هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة؟». ونحن يمكننا أن نرى في العهد القديم نار الله التي تعبِّر عن غضبه ( تك 3: 24 ). كما أن الحطب الذي هو وقود تلك النار، واضح في الناس الأردياء الأشرار. ولكن ما لا يمكننا أن نتبيّنه بوضوح في العهد القديم هو الخروف: أين هو الفادي الذي يُذبح نيابة عن المؤمنين التائبين؟ إن سؤال إسحاق لأبيه في ذلك المشهد الرمزي، يمثل سؤال الأتقياء قبل ظهور المسيح. بكلمات أخرى يمكن القول إن العهد القديم كله يمثل شوق الأتقياء وبحثهم وانتظارهم للفدية: «أين الخروف؟»، والإجابة عن تلك الأشواق نجدها في الأناجيل: «هوذا حَمَل الله». ثم في سفر الرؤيا نجد إكرام هذا الفادي المجيد «مستحق هو الخروف المذبوح» ( رؤ 5: 12 ). ومن مبدأ الإشارة الأولى، إذ يربط الوحي في أول ذكر للخروف بينه وبين المحرقة: نتعلم أن الخروف أساسًا هو للمحرقة، فالتيس عادة يُقدم ذبيحة خطية أو ذبيحة إثم، وأما الحَمَل فمرتبط بالمُحرقة. ولأن إنجيل يوحنا يحدثنا عن المُحرقة، فلا عجب أن يحدثنا عن المسيح باعتباره الحَمَل. ونحن نقرأ في بداية يوحنا1 أن المسيح هو ”كلمة الله“، وفي منتصف الأصحاح نقرأ أنه «حَمَل الله». والمسيح باعتباره ”كلمة الله“ هو الخالق الذي عمل العالمين، ولكن باعتباره «حَمَل الله» فهو المُصالح لكل شيء. ”كلمة الله“ هو الاسم الذي يوضح لنا تفوّق شخص المسيح، وأما «حَمَل الله» فيُظهر لنا سمو عمله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|