رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وُلدت القدّيسة توماييس في الإسكندريّة في القرن الخامس الميلادي لوالدين تقيّين ربّياها على محبّة المسيح والشّهادة له في الحياة اليوميّة بكلّ تفاصيلها الصّغيرة. تزوّجت في الثّامنة عشرة من أحد صيّادي السّمك، وحظيت باحترام الجميع لسيرتها العفيفة. لكنّ عدوّ الخير، لا يفرحه أن يرى روحاً نقيّة تنير من حولها وتبني عائلة تشعّ فرحاً وسلاماً بالرّبّ، فغرس شهوة رديئة في نفس (والد زوجها)، الذي كان يقيم معهما في نفس البيت. وفي أحد الأيّام، بينما خرج زوج توماييس إلى الصّيد كعادته، حاول الأب أن يغوي القدّيسة. لكنّ توماييس، إذ اعتادت منذ الطّفوليّة أن تكون أمينة لوصايا الرّبّ، لم تشأ أن تدنّس نفسها النّقيّة، فاستعانت باسم الرّبّ يسوع لتصُدَّه وتردّه إلى صوابه. لقد قاومت القدّيسة بعزم شديد وهي تقول له :" ما هذا الذي تريد فعله يا أبي، إنّه من زرع الشّيطان"، فما كان من ذلك البائس إلا أن استل سيف ابنه مهدّداً إيّاها بالموت إن لم تذعن له، حينئذ قالت توماييس :"إنّني أفضِّل الموت على أن يتمّ هذا الأمر ". لكنّ الشّيطان كان قد تسلّط على الأب فقتلها. ثم أصيب بالعمى، فأخذ يدور حول نفسه ملتمساً المخرج لكنّه لم يستطع أن يجد الباب. وبقي على هذه الحال إلى أن سمع أصوات بعض الصّيّادين يقتربون من المنزل وينادون طالبين ابنه، فأجابهم:" إنّه في الصّيد، ولكن أرجوكم أن تدلّوني أين يوجد الباب، إنّي لا أستطيع أن أبصر شيئاً". عندها، دخل الرّجال البيت باستغراب، فاستدركهم الأب:" لقد ارتكبت جريمة، امسكوني وسلِّموني إلى القضاء". لمّا علم القدّيس دانيال، كاهن إسقيط مصر في ذلك الوقت، بخبر هذه المرأة التي استشهدت حبّاً بالمسيح وحفاظاً على هيكل الرّوح القدس (أي جسدها)، أدرك أنّ نصيبها لا بدّ أن يكون مماثلاً لنصيب العذارى البتولات، فأراد أن يأخذ رُفاتها ليضعها في مقبرة الرّهبان. وأمام استهجان آباء الدّير لدفن امرأة مع الآباء، سيّما أنّها مقتولة، أجابهم الأب دانيال :"إنّ هذه المرأة هي أمِّي، إنّها أمّي الرّوحيّة وأمّكم أنتم أيضاً، لقد قتلت من أجل العفّة". + جُرِّب مرةً أحد الرّهبان في الإسقيط بقتال الزّنا، فذهب إلى القدّيس دانيال وكشف له أمره، فقال له الشّيخ :"يا بني اذهب إلى الدّير الذي دُفنت فيه توماييس ثم اجعل مبيتك ومقامك فوق مدفن الآباء هناك، وصلِّ قائلاً:" يا إله توماييس العفيفة أعنِّي ونجِّني من محنة الزّنا، وإنّي أؤمن أنّك ستخلُص من هذه المحنة". ففعل الأخ كما نصحه الشّيخ، وبعد قليل هدأت نفسه وبطلت التّجربة عنه، فعاد إلى ديره وقال لأبيه :"إنّي أُعتقت بقوّة الرّبّ يسوع المسيح وبحسن صلاتك"، فسأله الشّيخ عن كيفيّة حدوث ذلك، فقال: "إنّي لمّا داومت على الصّلاة إلى الله وعمل المطّانيّات، نمت فظهرت لي القدّيسة وقالت لي: يا راهب... يا راهب خذ هذه البركة وامض بسلام إلى قلايتك. فلمّا أخذتُ البركة خفّ القتال ووثقت أنّي تحرّرت منه"، فقال له القدّيس دانيال :" كلُّ من جاهد من أجل العفّة يكون له عند الله دالّة عظيمة". بشفاعة "شهيدة العفّة" أهِّلنا أيّها الرّبّ أن نكون أمينين لوصاياك، قادرين على كبح كلِّ شهواتنا الرّديئة محبّة بك يا من " أحبّنا أوّلاً وبذل نفسه من أجلنا". الاسم توماييس هو مؤنث اسم توما. التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 21 - 11 - 2021 الساعة 09:28 PM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|